البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

43878327_1401434483324288_1691382572413616128_n

في تظاهرة دون كيشوت في المدينة : لقاء شعري مع آدم فتحي

كتابة الشعر والكتابة الإبداعية عموما هي حالة دونكيشوتية بامتياز، هكذا قدم الشاعر التونسي آدم فتحي اللقاء الشعري الذي جمعه يوم الجمعة بقرائه ومتابعيه في اليوم الثالث والأخير من تظاهرة دون كيشوت في المدينة التي نظمها بيت الرواية بمدينة الثقافة على مدى ثلاثة أيام.
لقاء استمتع فيه الحاضرون بقصائد يقدمها لأول مرة آدم فتحي وكشفت « الجانب الدونكيشوتي » في هذا الشاعر الحر الذي اختار قراءة القصائد لتقديم علاقته بدون كيشوت. فالقصيدة الأولى التي حملت عنوان « سراب الشعر » أو « رسالة إلى طواحين دون كيشوت » جاءت حبلى بمعاني الحماس والتشبث بالأمل، قصيدة نقل من خلالها الشاعر أوجاع الوطن وهمومه وتطرق بأسلوب شاعري جميل إلى مشاغل المجتمع العربي عموما والتونسي بصفة خاصة وما شهده التونسيون بعد الثورة من قضايا اجتماعية وسياسية، معلنا تمسكه بالحلم الدونكيشوتي المستحيل، وبالأمل والحياة رغم كل المنغّصات، قائلا « كلما شاب شاعر…شب فيه دونكيشوت يمده بالشباب ».
أما القصيدة الثانية التي قدمها الشاعر لجمهوره لأول مرة فهي « الكتابة من بلد في فم الذئب » وجاء هذا النص موجعا مضمخا بالآلام ومعبرا عن القهر والغضب الشديد مما آلت إليه حال البلاد ومن سوء العلاقات بين الناس وحتى بين أفراد العائلة الواحدة، « أنا ابن أخطائنا الفادحة…أنا ابن أشياء كالموت تمشي على جسدي… » ورغم حالة الحزن والإحباط التي يعيشها الشاعر حينا وتساؤله عن أسباب البقاء في هذه البلاد، ورغم إطلاقه صرخة « ما هذه الحياة »… »أريد بلادا جديدة أصادف في ليلها أهلا…البلاد التي يرقص الشهداء على أرضها فتشيعهم دون أن تطلب الثأر ليست بلادي » فإنه سرعان ما يسترجع الأمل من جديد معتبرا أنه « سلسل الحياة العنيدة » قائلا « توجّع حلمي فألقنته حجر الصبر » متمسكا بالأمل والحرية وبغد أفضل داعيا إلى أن « نتعلم ألا نتوب عن الانتظار…قبل أن يترهل فينا النهار ».
هذا اللقاء الشعري الذي تابعه جمهور نوعي من القراء والكتاب والشعراء والنقاد والمولعين بالأدب عموما، كان لقاء الحب والإبداع بين شاعر متميز وجمهور متعطش للكلمة الراقية بعيدا عن الابتذال، وقد مثلت الجلسة الشعرية فرصة للبعض لاكتشاف جوانب أخرى للمبدع آدم فتحي ضيف شرف الملتقى، (إلى جانب الروائي الجزائري واسيني الأعرج) فقد وصفه كمال الرياحي مدير بيت الرواية بالكاتب الأوركسترالي واعتبره « أيقونة الاعلام الثقافي » في تونس. وكان اللقاء مناسبة أيضا لتسليط الضوء على آدم فتحي الكاتب والمترجم الذي ساهم بشكل كبير في تعريف القراء في العالم العربي بعدد من الروايات العالمية منها رواية « ابن سينا » او الطريق الى اصفهان للكاتب جيلبرت سينويه، كما نقل إلى قراء العربية أجمل إبداعات الشاعر العالمي شارل بودلير، فضلا عن تميزه في مجال الشعر الغنائي وقد شكل ثنائيا رائعا مع الفنان لطفي بوشناق الذي غنى أجمل قصائده وحققت نجاحا لافتا.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو