البث الحي

الاخبار : مسرح

theatre---

فضاء « لارتيستو » بتونس العاصمة يقدم العرض الأول لمسرحية « صفقة »

  »صفقة » فريدة من نوعها تدور أحداثها في ساعة متأخرة من الليل وسط الظلام القاتم وفي مكان مخيف ومريب يحيل على غموض هذه المعاملة التجارية التي يبحث فيها الإنسان عن رغبته الحقيقية في هذه الحياة ، بهذه المعطيات اختار الممثلان غازي الزغباني وسيباستيان أمبلار أن يقدما لجمهور فضاء « لارتيستو » بتونس العاصمة أمس الجمعة، العرض الأول لمسرحية « صفقة ».
في ركن مخيف في أحد الشوارع يتصارع رجلان مختلفان، فالأول يرتدي ملابس رسمية تحيل على مكانته الاجتماعية المرموقة عكس الرجل الآخر الذي يرتدي ملابس بسيطة ولكنها في نفس الوقت ترمز لشخصيته القوية والمتمردة.
« مادام تمشي البرة الوقت هذا و في البلاصة هاذي معناها تحب على حاجة ما عندكش و الحاجة هاذي انا انجم نفورنيهالك مادامني قبلك لهنا ببرشة وباش نقعد بعدك لهنا ببرشة »،
بهذه الكلمات تنطلق مغامرة مسرحية « صفقة » تحت سقف منظومة البيع والشراء ولكنها في الحقيقة لم تكن معاملة تجارية مالية، فالمتفرج لا يعلم ما نوع البضاعة التي يروجها البائع أوهدف الشاري من هذه الصفقة « الوهمية »، لم تكن البضاعة مادية بقدر ما كانت معنوية، فالإنسان في تلك الصفقة كان يبحث عن شيئ لا يعلمه ولا يستطيع تحديد ماهيته.
هي معاملة تجارية مشحونة بالرغبة والعنف والخوف، يحاول فيها كل من الطرفين الإجابة عن سؤال محوري وهو « ماذا تريد مني؟ « ، سؤال يجعل الآخر يتساءل عن غايته في هذه الحياة.
غازي الزغباني وسيباستيان أمبلار ثنائي متميز استطاع أن يلعب بإتقان في هذه المسرحية دورين محورين وهما « الآنا » و »الآخر » في صفقة ليست كباقي الصفقات التجارية الأخرى التقليدية، هما شخصيتان غامضتان لا يحملان اسما ومن دون هوية في صراع ميتافيزيقي متواصل يطرح مجموعة من المفاهيم المتناقضة، فكل شخصية تعيش صراعا داخليا لا تعلم كيف تصل إلى رغبتها أو حتى تحديد هذه الرغبة الدفينة التي تسكنها.
كان الركح قريبا جدا من المتفرج في فضاء « لارتيستو »، وهو ما ساهم في إقحام الجمهور في أحداث هذه المسرحية التي تميزت ببساطتها من ناحية السينوغرافيا، حيث كان الديكور بسيطا يجسد أحد الشوارع الفارغة في الليل بوجود أعمدة الضوء، ولكنها كانت في الوقت نفسه عميقة، وذلك من حيث أداء الممثلين والنص الذي تم اقتباسه عن مسرحية « dans la solitude des champs de coton » لبرنار ماري كولتيز.
أحس الجمهور بمتعة وسحر لغة « كولتيز » المسرحية التي تمت ترجمتها باللهجة التونسية، حيث أدى غازي الزغباني الذي يلعب دور البائع بعض من مقتطفات نص كولتيز باللهجة التونسية. ولم يخف الزغباني تفاعله مع النص وتأثره بالدور الذي تمقصه، وقال إثر العرض في تصريح لـ »وات » إنه اختار هذا النص المسرحي بعد التشاور مع شريكه الفرنسي سيباستيان أمبلار وقد اختارا أن يكون النص مكتوبا باللغة الفرنسية واللهجة الفرنسية، وذلك لتجسيد مختلف مفاهيم المسرحية التي تسلط الضوء على البائع والشاري واختلافهما الثقافي. وأشار إلى أن إعداد هذا العمل استغرق تقريبا شهرا بين كتابة النص والتمارين ولكنه كان يفكر في إنجاز هذه المسرحية منذ سنة 2016 مع سيباستيان.
وعند سؤاله عن سبب اختيار هذا النص قال غازي الزغباني إن نص مسرحية « dans la solitude des champs de coton  » هو نص شاعري يحمل العديد من الأفكار والمفاهيم التي تمس الذات البشرية.
وتتواصل سلسلة العروض الأولى للمسرحية الجديدة « صفقة » يومي 1 و 2 فيفري الجاري بقاعة « لارتيستو ».

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو