دعا فاعلون في الشأن التربوي الاسرة التونسية والمدرسة العمومية بجميع متدخليها إلى ترشيد أوقات فراغ أبنائهم وحمايتهم من السلوكيات المحفوفة بالمخاطر، وحسن تأطيرهم بغية فسح المجال لهم لاكتساب مهارات جديدة خلال فترة جائحة كورونا، وذلك بدل الانغماس في ادمان سلوكيات خاطئة اكتسبها البعض منهم بسبب كثرة أوقات الفراغ جراء تقلص الزمن المدرسي.
وقد فرضت جائحة كورونا، التي اجتاحت العالم منذ موفى سنة 2019 وتونس في مارس 2020 تاريخ تسجيل أول حالة اصابة بمرض كوفيد-19، على المؤسسات التربوية الوطنية تقليص الزمن المدرسي، وتخفيف البرامج التعليمية، فكان نظام الافواج الذي ساهم في توسع أوقات الفراغ لدى التلميذ، فضلا عن تعطيل الدروس، بين الحين والاخر، لتقليص انتشار العدوى بالفيروس.
ويتم بمقتضى نظام الأفواج، الذي تقرراعتماده بالتشاور بين وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الثانوي، تقسيم الأقسام بمختلف المستويات الدراسية إلى فوجين « أ » و « ب »، لتكون أيام الدّراسة طيلة الأسبوع مقسّمة بين الفوجين بالتناوب، وبذلك يدرس كل منهما ثلاثة أيّام في الأسبوع. ويرمي هذا الاجراء الى ضمان التباعد الجسدي، بحيث لا يزيد عدد التلاميذ في القسم الواحد عن 18 تلميذا، بما يمنع انتشار عدوى الفيروس.
واعتبر رئيس الجمعية التونسية لجودة التعليم، سليم قاسم،أن الجائحة فرضت على نظام التدريس الكثير من أوقات الفراغ لم يحسن التلاميذ استثمارها، بل أدمن العديد منهم الالعاب الالكترونية، وبالغ عدد آخر منهم في الولوج إلى شبكات التواصل الاجتماعي، فضلا عن مشاهدة قنوات تلفزية غير ملائمة لسنهم.
واعتبر قاسم أن التلاميذ محتاجون بصورة ملحة وعاجلة الى محتويات تعليمية وتربوية عالية الجودة تمكنهم من بناء ذواتهم على نهج سوي، داعيا إلى اكسابهم عددا من المهارات التي تساهم في تأهيلهم لتحقيق رقيهم الشخصي وتنمية ذواتهم.
وتحتاج الاسرة التونسية اليوم، حسب رئيس جمعية جودة التعليم، إلى إعادة إحياء دورها الحيوي في تربية الابناء وتعليمهم، معتبرا أنها تخلت شيئا فشيئا على دورها المحوري، وهي في أمس الحاجة الى المرافقة والتأهيل لاكتساب ما تحتاجه من معارف ومهارات حتى تقوم بوظيفتها التربوية والتعليمية على أكمل وجه.