« على هذه الأرض ما يستحق الحياة » عنوان تظاهرة التأمت يوم الجمعة بالمركب الثقافي بالمنستير ببادرة من صالون الهادي النعمان للإبداع الأدبي والمركب الثقافي بالمنستير وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني (الموافق ليوم 29 نوفمبر) بحضور ثلة من الشعراء من تونس وسوريا.
وللتضامن مع الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية لابّد حسب الشاعر السوري المقيم بتونس الهادي دنيال من تغيير وسائل التضامن وإعادة التعريف بهذه القضية مجددا للأجيال التي لابّد لها من أن تدرك خلال مثل هذه الندوات والاحتفالات بأنّ « المشروع الصهيوني ليس مشروعا يهوديا في الأساس بل غربيا بدأ بعد نهضة محمّد علي باشا وصناعته العسكرية التي أرعبت الغرب » على حد تعبيره، مضيفا أنّ الدول الاستعمارية كانت حينها متحاربة فيما بينها فجمدت صراعاتها واتجهت لتحطيم تجربة محمّد عليّ باشا وفكروا منذ ذلك الوقت بأنّه يجب زرع كيان يفصل مصر عن الشام.
وذهب الهادي دنيال إلى أنّ المشروع الأوروبي انطلق تقريبا في النصف الأول من القرن 18 ميلادي وكان في البداية يستهدف التخلص من يهود أوروبا بجعلهم يعتنقون الديانة المسيحية وارسالهم إلى فلسطين، موضحا أنّ تيودور هرتزل صاحب المشروع الصهيوني لم يولد بعد آنذاك. وقال دنيال إنّ « مشروع هرتزل كان أصلا لإنقاذ اليهود من اضطهاد الغرب وكان هرتزل يفكر في أرض واسعة ذات ثروات كثيرة وسكانها قليلي العدد وفكر في إفريقيا الوسطى أو جنوب أفريقيا أو الأرجنتين غير أنّ الغرب رفض فجاء به إلى فلسطين وقيل له لابّد من اعتماد الخرافات الاسرائلية كما سماها روجيه غارودي ».
وردا على سؤال هل مازال « على هذه الأرض ما يستحق الحياة » بيّن الأديب مصطفي الكيلاني أنّه بالنسبة إلى قضية فلسطين الآن لا بد من « الاستشراف والاعتبار وأن نعيش اللحظة وتلك علامة حياة ». واعتبر أن القضية الفلسطينية « رغم أنّها شائكة ومعقدة فهي باقية، والمعركة اليوم هي معركة البقاء والمحافظة على الذاكرة الفلسطينية ومعركة إرادة وثقافة » حسب تقديره.
و »على هذه الأرض ما يستحق الحياة » هو عنوان قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي يحيي العالم اليوم الذكرى العاشرة لرحيله، ويحيل العنوان على أن المقاومة مستمرة بالكلمة والحرف والحجارة والسلاح للبقاء على هذه الأرض إذ بالفعل في هذه الأرض ما يستحق الحياة رغم كلّ المعطيات والأوضاع والأحداث على حد تعبير الشاعر الحبيب مرموش رئيس صالون الهادي النعمان للأبداع الأدبي، الذي أكد لـ »وات » على ضرورة « التأسيس معا من أجل غد أفضل له أبعاد وطنية وإنسانية » مضيفا « لابّد من زرع الأمل ».
وافتتحت التظاهرة بقصيد « بلادي » حول فلسطين من كلمات وأداء الشاعر منصف قلالة وتلحين الفنّان نجيب عياد، علاوة على عرض شريط وثائقي حول فلسطين وتقديم مداخلة للأستاذ مصطفي الكيلاني حول تجربة الشاعر الهادي دنيال والمقاومة الفلسطينية. وتم تقديم شهادة عن أدب المقاومة لإحسان بن صالح من سوريا، وقراءة شعرية لكل من الشعراء الهادي دنيال والحبيب المرموش وشكري والمسعي وآمال السويسي وعامر فريح ووسيلة بالشيخ والطالبة رؤى الساقجي، فضلا عن مشاركة الرسامات التشكيليات آمال الحجار وليليا الشريف وابتهال مزالي وإكرام الزرافي، وتقديم عرض تلمذي مسرحي حول التضامن مع الشعب الفلسطيني بتأطير أستاذة المسرح لطيفة أيوب .

وات