البث الحي

الاخبار : متفرقات

yawm

صفاقس : لقاء فكري حول كتاب « روح الأنوار » للمفكر الفرنسي  » تزفيتان تودوروف » بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان

احتضن قصر بلدية صفاقس عشية السبت في إطار الاحتفال بالذكرى 69 للإعلان العالمي لحقوق الانسان تظاهرة فكرية تم فيها
تقديم كتاب « روح الأنوار » للمفكّر الفرنسي الراحل « تزفيتان تودوروف » نظمها فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان بصفاقس الجنوبية والمندوبية الجهوية
للشؤون الثقافية.
وتميّز هذا اللقاء الفكري الذي تولّى فيه الأستاذ حافظ قويعة الكتاب وهو الذي قام تعريب الكتاب بمشاركة ثلة من المثقفين والكتاب ونشطاء المجتمع المدني والحقوقيين
وبجملة من المداخلات والنقاشات حول علاقة الفكر التنويري بالعرب والمسلمين وواقعهم وتاريخهم.
و »روح الأنوار » هو أحدث كتاب لواحد من أهم قامات الفكر الأوروبي الحديث، الفرنسي من أصل بلغاري « تزفيتان تودوروف » حيث يمثّل الكتاب تواصلا مع نهج الكاتب
الفكري في صياغة تصورات جديدة ومختلفة بشأن رؤية الفكر الغربي عامة لقضايا الإنسان المعاصر. ويقيّم الكاتب الاتهام الذي جعل من الأنوار مولّدة للأنظمة الشمولية
وللإيديولوجيا الاستعمارية.
واعتبر الأستاذ حافظ قويعة أن أهمية الكتاب بالنسبة للعرب تكمن فضلا عما ينطوي عليه من رؤية ترسخ التنوير الفكري والإصلاحي في كونه أداة استحثاث وارتقاء
إلى مستوى من تمثل منظومة الأخلاق بعيدا عن المقدس والتمثل الديني من ذلك التعاطي مع المرأة والاعتداء عليها باسم العقل المحافظ.
وتحدث قويعة عن مكانة الأزهر في مصر على سبيلا المثال في صناعة الفكر العربي مصنّفا هذه المؤسسة من موانع تقدم الفكر التحديثي والتنويري الذي رفع لواءه
المصلحون الكبار مثل أحمد أمين والطاهر الحداد وغيرهما وفق تقييمه، مضيفا أن الأزهر كانت له أدوار في منع عديد الكتب العربية ومبرزا قيمة ما يتوفر لديه من
إمكانيات مادية اعتبرها تتجاوز بكثير ميزانية وزارة الثقافة المصرية.
واعتبر أن ممّن ساهموا في تقدم التنوير خلافا لما يعتقده الكثيرون رجال الدين الذين يفصلون الأخلاق عن الدين وأن فلاسفة الأنوار قرؤوا دينهم في حين أن اغلب
المثقفين العرب يجهلون القرآن جهلا تاما، حسب قوله.
وذهب الأستاذ الجامعي محمد علي الحلواني الذي سير أشغال الجلسة إلى أن المفكر تودوروف الذي كتب كتاب « روح الأنوار » بمناسبة الثورات أراد أن يشعر الناس
بأهمية الفكر التنويري بعد الظلام الذي خيم على أوروبا بين الحربين العالميتين وأشار إلى مقال « إيمانيال كانت » الذي كتبه سنة 1884 وطبع وفق تقديره الفكر التنويري
مع الثورات التنويرية الكبرى التي جعلت من الانسان محور الكون، مبيّنا أوجه تلاقي هذا المفكر مع « سبينوزا » و »ديكارت » وغيرهما ممن طبعوا الفكر التحديثي.
وتساءل الأستاذ عما إذا كان التونسيون جديرين بالفكر التنويري وكيف يمكن أن تنتقل إليهم كل الفلسفات والكتابات التي تدور في فلك هذا الفكر وإن كان ثمة حقا معيقات
موضوعية تحول دون ذلك؟ واعتبر في محاولة للإجابة على هذه التساؤلات أن التنوير متأصل في الفكر التونسي، مشيرا إلى نص النشيد الوطني « لا بد أن يستجيب القدر »
وقصيدة الشابي « خلقت طليقا كطيف النسيم » وغيرها من النصوص التي تقيم الدليل على تأصل التنوير في التونسي.
بدورهم قدم ثلة من المثقفين والكتاب مداخلات في حصة النقاش أثارت قضية التنوير في الفكر العربي والتونسي على وجه الخصوص.
وقال أستاذ الفلسفة محمد نجيب عبد المولى أن خصوصيات الروح التنويرية تطبع المواثيق الدولية وكل النصوص التي تنظم المنظومة الحقوقية ولا سيما الإعلان العالمي
لحقوق الانسان وهي تقوم على فكر يؤمن بالاختلاف والتنوع واحترام الآخر والتعايش معه. واعتبر أن الفكر التنويري العقلي يستمد جذورهم بالنسبة للعرب من فكر الطهطاوي
وابن رشد والحداد وغيرهم من العرب وليس من فلاسفة الأنوار في أوروبا فحسب. وقال: « إن قدرنا هو المواصلة في الفكر التنويري وتحويله إلى ممارسة سيما من خلال سنّ
قوانين ترسّخه وتقطع من الخلفية الدينية » في تقديره.
ودعا المؤرخ الهادي التيمومي إلى الأخذ بناصية الحداثة مع الانتباه إلى سلبيات وتداعيات ما بعد الحداثة ولا سيما الفيسبوك والمدونات والتشبيك والثورة الرقمية التي لها
تأثيرات غريبة وسحرية وخطيرة وفق تعبيره.
واعتبر الأستاذ إبراهيم بن صالح أن كتاب « روح الأنوار » يمكن أن يكون مفيدا لنا في هذا السياق الذي نعيشه لان تودوروف وجه نقدا للأنوار وحامليه واتهمه بالاستعمار
معتبرا أن هذه الشبهات لا تزال سارية الى اليوم لأن الامبريالية أخذت أشكال العولمة فحدث انحراف بمقولة حقوق الانسان والقيم الكونية في تقديره. واستهجن بن صالح أن
ينصب الاستعمار اليوم هيئات حقوق إنسان تمرّر فكرا استعماريا يهدد مفهوم السيادة الوطنية، بحسب تقييمه.
وإجابة عن سؤال « هل نحن في العالم العربي الإسلامي في حاجة إلى هذا الكتاب الذي ألّفه صاحبه كرد بأسلوب حجاجي على شبهات خصوم الانوار الذين يعتبرون نهاية
حقبة الأنوار قال المثقف نور الدين الفلاح إن « روح الأنوار » تبقى حية وفاعلة إلى الآن وفي المستقبل أيضا وإن ولّت موضوعاتها التاريخية وذلك بالنسبة لأوروبا، متابعا
« لا يمكن إلا أن نقتفي بعض المداخل التي مهدتها روح الأنوار ومنها الاستقلالية وقد كنا سجلنا محاولات عربية عديدة مع نصر حامد أبوزيد وغيره كثير وهذه الروح صارت حاضرة وهي بمثابة الحتمية وليس لنا أن نقطع مع هذا الفكر ».
وأثار الدكتور الناصر بن عرب إشكاليات التثاقف والتبادل الثقافي والفكري والأدبي واللغوي والترجمة لمواكبة الفكر التنويري، ووافقه المحامي مكي الجزيري مؤكدا على أهمية
الترجمة في إرساء الحداثة والتنوير وهو ما فعلته أوروبا وفرنسا تحديدا بالنسبة لكتب ابن رشد التي تمت ترجمتها.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو