صدر للصحفي والكاتب الصحراوي قمعون كتاب جديد بعنوان « حوار الشيخين في الاصلاح الاجتماعي وتحرير المراة » ، جاء في شكل حوار وسجال فكري وديني بين الشيخين الزيتونيين راجح إبراهيم المحافظ وسالم بن حميدة الحداثي، وهو أستاذ الطاهر الحداد صاحب كتاب « امراتنا في الشريعة والمجتمع ».
ويقدم الكتاب من خلال هذا الحوار جوانب الجدل الفكري والديني الذي دار في ثلاثينات القرن الماضي بين التيارين المتقابلين ، والذي لازالت تداعياته الي اليوم تعود وتطفو الي السطح في كل مرة يحاول المجتمع الخروج من التخلف الناجم عن قرون من الانحطاط الحضاري والتبعية للمستعمر والخوف من قوى التزمت والعودة إلي الوراء. وفيه انتصار لقيم الحداثة والتقدم ويحاول الكتاب الذي جاء في نص مسرحي موجه الي الشباب تقريب الأفكار الإصلاحية الي الجيل الجديد بواسطة المسرح كوسيلة تواصل في عصر الاتصال التفاعلي بما يجعل من المسرح، كفن نبيل، أداة هادفة لخلق حالة وعي بالرهانات الحضارية الحالية والمستقبلية عبر نشر الفكر النقدي العقلاني لمواجهة نوازع الفكر المتطرف أو المغترب لدى الناشئة خصوصا وتحصينها من كل الأفات ونشر قيم الحرية والتسامح والحوار مع الآخر أخذا وعطاءا، كما جاء في تقديم الكتاب.. وقد حرص المؤلف للغرض علي القيام بشكل النصوص الأصلية للشيخين الزيتونيين الصادرة في الصحف وقتها والواردة في الكتاب ، تيسيرا للشباب والمطالع عموما علي فهم ومناقشة أثر هذين العلمين القطبين في مجال الكتابة النثرية والشعرية والصحفية . وجاء في مقدمة الكتاب قول المؤلف أن الهدف الأخير من هذا العمل المسرحي هو أولا تقديم موضوع الإصلاح الاجتماعي وتحرير المرأة في جوانبه ومناخاته التاريخية المعقدة الي الشباب، وثانيا السفر به ومعه عبر جمالية النص الأصلي للشيخين وقوة البلاغة وسحر البيان فيه مع تقديم المحتوى المستنير لتلك النصوص والتعريف بأعلامها المغمورين نسبيا لدي الشباب والعموم وإبراز جانب من التراث الصحفي التونسي الثري الذي يمتد على مدي قرن ونصف منذ إنشاء جريدة « الرائد التونسي » عام .1860.وجاء الكتاب الصادر عن « دار ميم للنشر والاتصال » في مائة واربع صفحات من الحجم الصغير في شكل كتاب الجيب المحبذ لدى الشباب ويعتبر هذا الكتاب الثالث الذي يخصصه المؤلف الي قضية الاصلاح الاجتماعي ونشر التعليم وتحرير المراة في تونس . وقد اصدر عام 2014 كتابا بعنوان  » نساء رائدات في الحضارة العربية الاسلامية : من القيروان الي بغداد » ثم عام 2017 كتابا بعنوان « الاسلام وتحرير المراة : معركة الشيخ المصلح سالم بن حميدة « ، ترجم الي الفرنسية . كما أصدر السنة الماضية كتابا بعنوان  » نويرة وبورقيبة: السلطة بين الاقتصاد والسياسة والاستحقاق الديمقراطي » ترجم ايضا الي الفرنسية.
كما يستعد المؤلف الذي هو رئيس تحرير سابق بوكالة تونس افريقيا للانباء لإصدار كتاب السنة القادمة عن « خلاصة تاريخ الصحافة التونسية » ومختلف مراحلها التاريخية مع ملحق يتضمن جردا للصحف والدوريات الصادرة بالبلاد التونسية من تاريخ اصدار أول صحيفة وهي « الرائد التونسي » عام 1860 وحتي عام 2020 القادم ، اضافة الي اسماء الصحافيين والمديرين المؤسسين ورؤساء تحرير تلك الصحف والدوريات الذين برزوا على مدى اكثر من قرن ونصف من الصحافة التونسية ، وهو خلاصة عدة سنوات من العمل التوثيقي بمركز التوثيق الوطني الذي اشرف علي ادارته لعدة سنوات حتي 2014، كما صرح بذلك لوكالة تونس افريقيا للانباء