عن دار ديار للنشر والتوزيع  صدر كتاب شِعريّ جديد للشاعر الفيلسُوف التّونسي « سليم دولة » بعنوان  » حين لا صيدليّة عاطفيّة » ، . وهو الكتاب الشعري الثاني الذي يصدر لسليم دولة هذا العام عن دار ديار نفسها ، بَعد كتاب « تلويحات الوداع ».
يقع كتاب « حين لا صيدلية عاطفيّة » في 116صفحة ، قياس 12/21سم ، وبغلاف للفنان السوري « رامي شَعْبو ».
وتَضَمّنَ الكتابُ خمسينَ نَصّاً شِعريّاً ، بَعْضُها الكثير مُهدى إلى أصدقائه أو أرواح مَن رَحَلَ منهم ، في تونس والبلدان العربيّة والعالم . مِن هذه النصوص ، قصيدة بعنوان « دَعْني منْكَ وَحَدِّثْنِي عَنْكَ  » مُهداة  » إلى شقيقيَ الحبريِّ الرّائع شخْصاً ونصّاً الروائي مُصطفى الكيلاني »   :
 » قَالَتْ لَـهُ : دَعْنِي مِنْكَ…
وَحَدّثْــنِي عَنْكَ
لَـمْ يقُلْ لَهَا شَيئاً
قَالَتْ لَـهُ
مَازالَتْ اُلْأَشْواطُ …
ومَا يَلِيهَــا …فِي اُنْتِظارِكَ
يَلْزمُك رُوحٌ آخر يَا( سِيزيف) اُلْـحَزين
لا تَتْــركِ اُلْـحُـزْنَ ينْتَصِر عَلَيْكَ يا صَاحِبيَ اُلْوسِيم .
لا تُدَخّنْ مَثَلاً … لاَ تُــفْرِطْ في قِراءَةِ الكُتُبِ ، سَرِّحِ المرْبوطَ في بَدَنِكَ
نون أُمِّـها اُلــدُّنْــيَا
كُـنْ سَيِّدَ حَاجَتِكَ…
قَوِيَّاً مَعَ نَــفْسِكَ
هَشًّا مَعَ مَنْ تُـحِبّ
فأنتَ مَنْ ينتَصِرُ في حَلبةِ اُلْـحـُبّ ..
لأَنَّ اُلْـحـُبَّ في المجتمعاتِ اُلْـمَرَيضَةِ بِاُلْسُّهَادِ اُلْعَاطِفيِّ و » اُلْأنيمياء »
هُوَ اُلْوَجْهُ اُلْنّاعـِمُ لِلْحَرْبِ
لم يَقُلْ لهَا شَيئَاً
قَالَتْ لَهُ :
دَعْنا مِنْ كُلِّ هَذا
ودَعْنَا مِنْكَ حَدِّثْني عَنْكَ
لَـمْ يقُلْ لهَا أنّهُ باتَ اُلْبَارِحَة عَلى اُلْبِلاَطِ فِي » بِـلاَطِ اُلْدّوْلةِ » اُلْـمُوَقَّرَةِ..
أخْرَجَ مِنْ جِرابـهِ
 » رَسَائلَ السّجْنِ  » اُلْـممْهورَةَ بِبَعْضِ دَمِهِ…
وأوْصَاهَا في سِرِّهِ
(بأنْطونيو جَرامِشي) خَيْراً …
ونـَهَـضَ يترّنَـحُ…عَلى إيقَاعِ اُلنّشِيدِ اُلْوَطَنـيِّ اُلْتّونسيّ:
 » نـموت…نَـمو..ت »
(…)
كيفَ أَتيْتُ هُنَا ومَنْ أَتَـى بِيَ؟
ومَتـَى ؟
قالَ لـهُ اُلْطّبيبُ اُلْـتُّونسي اُلْوَسيم :
مُنْذُ مَتَى لَـمْ تأكُلْ؟
أتى بِكَ ثلاثَةُ طَلبَة وطَالِبَةٌ « .