لم يكن الخطاب في مسرحية « اسمعني » مشفّرا ولا رمزيا، كما لم يكن موجّها إلى النخبة فحسب، بل كان خطابا صريحا ومباشرا دون شيفرات ومتاحا للجمهور العريض بمختلف أطيافه، مضمونه « معاناة » عمال المصانع وتعرّضهم لأشكال عديدة من « الاضطهاد » والاستغلال ».
تدور أحداث مسرحية « اسمعني » للمخرج الطاهر علوان وإنتاج شركة فن المتوسط للإنتاج الدرامي والفنون السمعية البصرية، في مصنع حيث ينهمك مجموعة من العمال في أعمالهم، وفي الأثناء يتعرّض أحدهم إلى حادث مهني يودي بحياته، ومن هول الفاجعة والصدمة، تستيقظ لدى بقية العمال مشاعر الإحساس بالاضطهاد والاستغلال والعبودية، فيقرّرون الدفاع عن حقوقهم بأشكال نضالية مختلفة.
وتمّ تقديم العرض لهذا العمل، مساء السبت في مسرح الجهات بمدينة الثقافة بحضور جمهور غفير، وتقمّص الأدوار في المسرحية مجموعة من العملة يشتغلون في عدد من المؤسسات الصناعية بجهة بن عروس، وهم منى النصري ومنير العياشي وسميرة بن نصر وأنور حرزالي وسوار الشيخاوي ورضا العلوي ورجاء دواهشية ومحمد علي الشحيمي ومنذر صدوقة وسرور القصداوي وياسين السايبي. وأشرف على تأطيرهم الأستاذتان وفاء الطبوبي ونادرة التومي.
ويتنزّل اختيار مجموعة من عملة المصانع لأداء الأدوار في المسرحية، في إطار مشروع « العامل المبدع » الذي يهدف بالخصوص إلى إدماج و تدريب خمس عشرة عاملة وعامل من مختلف المصانع بمنطقة بن عروس، و تدريبهم في مجالات التواصل والتعبير وإكسابهم مهارات فنيّة تحرّك حواسهم الإبداعية وتنمّي مواهبهم في مجال التمثيل ليكون أحد أساليبهم التعبيرية في طرح قضاياهم.
ويندرج هذا المشروع أيضا ضمن برنامج « تفنن، تونس المبدعة » بتمويل من الاتحاد الأوروبي في إطار برنامج دعم قطاع الثقافة في تونس بالتعاون مع وزارة الشؤون الثقافية.
وتميّز العرض بصدق الأداء في التعبير عن أشكال « الاضطهاد » التي يمارسها الأعراف على العمّال، استعرضوا منها الطرد التعسّفي وتأخر صرف الأجور وغياب منح الإنتاج وكثرة ساعات العمل والهرسلة وضعف الأجور. ولم يغفل العمل عن إثارة قضايا لا تقلّ أهمية عن القضية المحورية للمسرحية (الاستغلال في العمل)، من ضمنها ارتفاع البطالة وتأزم الوضع الاجتماعي للطبقة الكادحة.
وات
