البث الحي

الاخبار : الاخبار

poete-ital27-11

رواية »على قرن الكركدن » تحتفي بولادة الديمقراطية في تونس

« على قرن الكركدن » رواية للكاتبة الإيطالية فرانشيسكا بيلينو استلهمت الكاتبة أحداثها مما وقع أيام اندلاع الربيع العربي في تونس. حول هذه الرواية انتُظِم لقاء حواري مع الكاتبة أداره المترجم الإيطالي فرانشيسكو ليجو، مساء الخميس 21 نوفمبر ضمن أنشطة اليوم الافتتاحي لأيام الرواية الايطالية التي ينظمها بيت الرواية على مدى يومين.
الرواية تجري أحداثها في تونس أواخر سنة 2010 وأوائل 2011 وتتمحور أحداثها حول شخصيتين رئيسيتين هما ماريا ومريم وهما صديقتان الأولى إيطالية أستاذة أنثروبولوجيا ثقافية أتت إلى تونس في أول زيارة لها لبلد عربي، وذلك بحثا عن صديقة لها، والثانية تونسية هاجرة إلى إيطاليا بحثا عن حبيب تعلق به قلبها. وتصور الكاتبة من خلال هذه الرواية الصدمة الثقافية والحضارية لكلا المرأتين.
تصطدم الشخصية الايطالية بواقع محافظ بمدينة القيروان التونسية كما تصطدم الفتاة التونسية من عديد الأشياء في المجتمع الإيطالي تحفظت عن ذكرها الكاتبة تاركة اكتشافها لجمهور القراء.
وتحدثت الكاتبة فرانشيسكا بيلينو عن انبناء الرواية على ثلاثة مستويات زمنية وارتكازها على بنية الرحلة أو هي « رواية الطريق » على حد توصيفها، وقد استعملت أحداثها لاستحضار ذكريات تتداخل فيها ثلاثة أزمنة. أما الخيط الناظم لأحداث قصتي الصديقتين فهو البحث عن الحرية. وما السياق التاريخي للرواية سوى ذريعة للحديث عن مسائل نفسية أخرى. وما حدث في تونس من أحداث كانت أجواء لا تنتمي إليها الكاتبة لكنها عاشت الجانب النفسي لتلك الحالة الثورية.
الرواية في جانب منها، تحكي ثورة داخلية حميمية حيث ينتهي الأمر بالفتاتين إلى الانقلاب على ديكتاتورية نفسية داخل كل منهما. ويحمل اختيار أحداث جانفي 2011 الكثير من الرمزية حيث يرمز الى نقطة بداية التحرر . والتحرر ليس فقط للتونسيين بل حتى الفتاة الإيطالية التي كانت تعتقد انها عاشت في كنف الحرية تكتشف أنها في الحقيقة تعاني من عقبات كانت تعترض حريتها. فالرواية تكشف جوانب من زيف المركزية الايطالية والاوروبية عموما.
رواية « على قرن الكركدن » هي وفق صاحبتها بمثابة صورة ضوئية لتونس كما كانت قبل الثورة، ولإيطاليا وما تعيشه اليوم من إشكاليات تتعلق بالهجرة والمهاجرين. وأشارت الكاتبة إلى أنها حاولت اجتناب التنميط في تصوير الهجرة والمشاكل الاجتماعية المطروحة.
ورغم وجود نقاط تشابه بين الشخصيتين والكاتبة من ذلك حب الاطلاع على ثقافة الآخر، فإن فرانشيسكا بيلينو تنفي أن تكون الرواية سيرة ذاتية ولا كتابا سوسيولوجيا، لافتتة إلى أنها تعتبر نفسها جسرا بين الثقافتين الايطالية والتونسية، ومؤكدة على أن الرسالة الأساسية من الرواية هي الاحتفاء بولادة الديمقراطية في تونس وأن عبارة الكركدن تحمل إشارة ضمنية الى سلطة الرئيس التونسي الأسبق بن علي وكل أنواع الديكتاتوريات.
« على قرن الكركدن » ليس الإصدار الأول في رصيد الكاتبة الإيطالية فرانشيسكا فيلينو بل سبق أن أصدرت كتابا بعنوان « الغناء الحر لنجوم البحر الأبيض المتوسط » وقد سلطت من خلاله الأضواء على سير العديد من الفنانين من بينهم أم كلثوم والفنانتان التونسيتان صليحة وحبيبة مسيكة. وكشفت الكاتبة لجمهور القراء في تونس ومتابعي هذا اللقاء الحواري في ضيافة بيت الرواية، أن رواية « على قرن الكركدن » بصدد الترجمة إلى العربية ومن المنتظر أن تصدر عن دار المتوسط للنشر في بداية سنة 2020 .

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو