صدر مؤخرا للاعلامي رشيد خشانة كتاب جديد متألف من 264 صفحة، يحمل عنوان « حسيب بن عمار وحلم المشروع الاصلاحي ».
ويُعتبر هذا الرائد (1924-2008) من الرجال النوادر الذين تخلوا عن المناصب والمكاسب، للانخراط في النضال الديمقراطي، بعدما تقلد منصب رئيس بلدية تونس شيخ المدينة ووالي تونس والأحواز، فمدير الحزب الدستوري ثم وزيرا للدفاع.
وأسس حسيب بن عمار الصحيفة المستقلة الأولى « الرأي » (1977)، التي فتحت الطريق للعديد من الصحف المستقلة والمعارضة. ولم يلبث أن أسس شقيقتها الصغرى Démocratie.
كما كان في مقدمة مؤسسي « المجلس الوطني للحريات » (1977) و »الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان » (1977)، وهي أول جمعية مستقلة تتحصَل على ترخيص العمل القانوني في تونس المستقلة.
وتميّز حسيب بدماثة أخلاقه وشجاعة مواقفه ووضوح الرؤى التي عبر عنها في كتاباته في الصحيفتين، فساهم في غرس مبادئ الديمقراطية وشعارات الحرية، التي رفعها الشباب التونسي في ثورة 14 جانفي 2011.
وأتى رشيد خشانة في هذا الكتاب، الذي طُبع بدعم من مؤسسة « فريدريش إيبرت »، على استذكار صفحات من تلك الحقبة الحافلة بالتغييرات، وللتعريف بمحطات بارزة من مسيرة الرجل السياسية والإعلامية عبر إعادة نشر أبرز كتاباته في الصحيفتين، خاصة أن الكثير من الظواهر التي انتقدها مازالت ماثلة في زمننا الراهن، وكأنه كتبها لجيل اليوم.