انطلقت يوم الأربعاء 25 اكتوبر بالمكتبة المعلوماتية بأريانة فعاليات السلسلة الثامنة من منتدى الفكر التونسي بتسليط الأضواء على رائدة النهضة الادبية في الوطن العربي الاميرة « نازلي فاضل » سليلة الاسرة الخيديوية التي أسسها محمد علي باشا في مصر، ودورها في إثراء المشهد الثقافي التونسي والمصري بجمعها لنخبة من المثقفين والساسة وأهل الفكر والفن والثقافة في صالون ادبي ذاع صيته بالمشرقين.

ونازلي فاضل (1853-1918) كما قدمها الأستاذ والمؤرخ علي حمريت، هي من الشخصيات المرموقة في بلدها مصر، حلت بتونس سنة 1896 بعد زواجها من خليل بوحاجب أحد أعضاء حركة الاصلاح التونسي، وأسست صالونها الذي ضم أهم الوجوه السياسية والفكرية ومنهم سالم بوحاجب وبيرم الخامس والبشير صفر وعلي بوشوشة وغيرهم، كما استقبلت في قصرها بالمرسى سنة 1903 الشيخ محمد عبدة أحد رواد صالونها الادبي في مصر الذي كان يضم أيضا سعد زغلول وقاسم امين وجمال الدين الافغاني.

عاشت نازلي فاضل متأثرة بالوضع المتردي للمرأة وهي التي أتيحت لها فرصة التعلم وإتقان العديد من اللغات ومنها الفرنسية والانقليزية والالمانية والتركية، وراحت تناضل عبر صالونها في مصر لتحرير المرأة من القيود التي تكبلها بالتأثير على قاسم امين وتمويل كتاباته حول اهمية تعليم المرأة للنهوض بالمجتمع المصري، كما كانت إحدى رائدات الإصلاح التونسي في الثلث الاول من القرن العشرين من خلال ترددها على فرنسا وايطاليا وتقريبها لوجهات النظر بين السلطان عبد الحميد والوطنيين الأحرار.

لقد حاولت الأميرة نازلي فاضل الاستفادة بما تمتلكه من جمال ونفوذ وسلطة وجاه لتستميل القلوب وتشغل العقول بقضايا المجتمع الذي عاشت فيه سواء في مصر أو تونس وجاهدت لتغيير أفكار الساسة والمثقفين في كلا البلدين مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين الداعية إلى تغييب المرأة عن الحياة العامة، وذلك بإيمانها الراسخ بأن المرأة صمام الأمان ودعامة المجتمع المتحضر، وقد نجحت في إعطاء صورة مغايرة عن المرأة المصلحة والمثقفة القادرة على إحداث التغيير بما تمتلكه من مواهب ومواقف ومن خلالها بدأ الحديث عن أهمية دور المرأة في الارتقاء بالمجتمعات العربية.

وات