انتظم  يوم  امس الجمعة بمقر المكتبة الوطنية بالعاصمة موكب احياء اربعينية فقيد الساحة الأدبية والثقافية جون فونتان بحضور لفيف من المثقفين والاكاديميين التونسيين.
وكان هذا اللقاء مناسبة للوقوف على سيرة هذا الرجل الفرنسي الأصل التونسي الهوى الذي غيبه الموت يوم الاحد 2 ماي الماضي تاركا وراء عطاء غزيرا سيما في مجالات النقد والادب.
وفي هذا الاطار قالت رجاء بن سلامة مدير دار الكتاب الوطنية ان الفقيد كان مولعا بحب تونس الى حد الجنون وهام بحضارتها وثقافتها واهتم بالمؤلفين التونسيين وبحث في سيرهم واعمالهم واشتغل عليها بحثا ونقدا وترك مجموعة قيمة من الاعمال الابداعية التي اثرت المدونة النقدية والأدبية التونسية على مدى اكثر من نصف قرن من الزمن.
واضافت « هو شخصية متعددة الاهتمامات فهو فرنسي تونسي راهبا ومواطنا مناضلا من اجل حقوق الانسان والحريات في بعدها الشامل، دافع بشراسة عن قيم التسامح والتعايش بين منتسبي كل الأديان، لم يكن دغمائيا، كان محبوبا من طرف كل من عاصره، مناصرا للقضايا النسوية مؤرخا فذا لحركة التأليف الادبي التونسي وهو المتضلع فيه والحائز على الإجازة في اللّغة والآداب العربيّة من جامعة تونس سنة 1968
وختمت بالقول  » بقيت مؤلفات جون فونتان غير معروفة نسبيا بما فيه الكفاية لذلك ادعو الباحثين التونسيين الى الاشتغال عليها والغوص في معانيها العميقة  »
من جهته أشار رئيس أساقفة تونس الاريو انطونيازي، الى ان جون فونتان كان رمزا من رموز التعايش والتآخي بين منتسبي كل الديانات في تونس ودافع بشراسة على قضايا الحرية والحب والتضامن في ابعادها الشمولية .
خلال هذا اللقاء تنوعت شهادات عدد من الحضور ونبشت في جوانب مضيئة من مسيرة الراحل جون فونتان الإنسانية والاجتماعية والأدبية كاشفة عن شخصية متعددة المواهب والمشاغل تميزت بعطائها الغزير في العديد من الحقول العلمية والمعرفية .
وانتظم في بهو دار الكتب الوطنية معرض وثائقي حول الفقيد جون فونتان تضمن أيضا مجموعة من ابرز اعماله الابداعية باللغتين العربية والفرنسية.