قال الخبير في التربية البيداغوجية نور الدين بن حميدة  إن « تجربة التعلم عن بعد خلال جائحة كوفيد 19 في تونس كانت فاشلة »، معتبرا انه لا وجود لأي إرادة حقيقية من قبل سلط الاشراف لإرساء هذه المنظومة التي يفرضها الوضع الراهن.
وأوضح الخبير أن القناة التربوية التلفزية والمنصات التعليمية التي أنشأتها وزارة التربية  بهدف تقديم دروس دعم وتدارك للأقسام النهائية للتعليم الأساسي والثانوي ارتكزت على « التلقين والخطب المملة » ولم تفسح المجال للمتعلم للتفاعل مع المواد المقدمة وللمشاركة في بناء الدرس.
وأوضح إن التعليم عن بعد يرتكز على معايير وأساليب علمية دقيقة ويتطلب حضورا جسديا مؤثرا وتكوينا جيدا في مجال تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصال، ملاخظا ان كل ذلك « غير متوفر في الأساتذة الذين قدموا هذه الدروس »، حسب رؤيته.
واستثنى الخبير تجارب بعض المدارس الخاصة التي نجحت في تسخير تكنولوجيات المعلومات والاتصال لإنشاء منصات تفاعلية ثرية وجذابة شكلا ومضمونا تمكنت عبرها من إتمام برامج السنة الدراسية بالنسبة لمختلف المستويات الدراسية، معتبرا أن هذه الخطوة وضعت وزارة التربية في مأزق حقيقي لأنها عجزت عن تفعيل مبدأ تكافؤ فرص التعلم للجميع وجعلت التعلم حق لأبناء طبقات من المجتمع دون غيرهاّ، وفق تقديره.
واستنكر الخبير عدم إفصاح وزارة التربية حتى الآن عن السيناريو البيداغوجي الذي ستعتمده لتلافي الفجوة التعليمية الحاصلة بعد الغاء الثلاثي الأخير من السنة الدراسية المنقضية، رغم أنه لم يبق سوى أيام قليلة عن انطلاق العودة المدرسية.
وقال إن ما يزيد الأمر تعقيدا، عدم استخلاص وزارة التربية الدرس بعد فهي لم تضع خطة واضحة لإرساء منظومة التعلم عن بعد في تونس ولم تشرع في اتخاذ التدابير اللازمة لإنجاح هذه الخطة، ومن بينها إخضاع المدرسين إلى دورات تكوينية في مجال التكنولوجيا الرقمية والتعلم عن بعد وإيصال شبكة الأنترنات إلى المناطق النائية وتوفير التجهيزات التقنية اللازمة لمختلف التلاميذ والمدارس.
وشدد الخبير على أن الحكومة مدعوة إلى معاضدة جهود الوزارة لمواكبة التغيرات التي فرضتها أزمة كوفيد 19على التعليم في تونس خاصة وفي العالم عموما والتدخل السريع لإنقاذ مستقبل الأجيال الذي سيرتكز أكثر فأكثر على التعلم عن بعد أو التعلم المهجن الذي يجمع بين التعلم في المدارس والتعلم عن طريق الإنترنت.

وات