كانت جدران قديمة بدا الخراب ياكلها ليلقي المشهد بثقله على نفسية متساكني حي اغادير بمدنين وخاصة من كان يحمل بداخله احساس فنان يحب الجمال ويتوق الى التغيير…ليتحول هذا المشهد الى لوحة فنية جميلة وصورة رائعة ممتزجة الألوان احسن تزويقها واخراجها الفنان التشكيلي واحد سكان الحي محمد كرمي في اطار مشروع أطلقه تحت عنوان « حومتي تتزين » .
فقد تزينت الحومة ولبست حلة جديدة بلمسات فنية رسمها محمد فقام باشغال ترميم للجدران ثم طلاها بألوان من الدهن امتزجت بين الأصفر والازرق والأخضر والوردي في محاولة منه ان يضفي روحا وحياة جديدتين على حيه حي نهج اغادير الكائن بطريق قابس بمدنين ..فهو مؤمن بان للأوان رمزيتها ودلالاتها وتاثيرها العميق واسهامها في اضفاء اجواء السعادة والفرحة بالحي حسب قوله.
انطلق محمد بتجميل حيه فزوق باعتماد ألوان مختلفة من الطلاء اكثر من 17 واجهة منزل بأبوابها ونوافذها بدعم مادي من الجمعية التونسية للفن البيئي التي مولت الفكرة ضمن مشروع تفنن تونس الإبداعية فقد ظل منذ ثاني ايام عيد الفطر يزوق جدران اصابها الخراب ليرى منذ ايام ثمرة مجهوده الذي تفاعل معه ابناء حيه الذين رحبوا بالفكرة وتجاوبوا معها .
واستكمل الحي جماليته كذلك بفضل تدخلات من طلبة في الفلاحة قاموا بغراسة نباتات زينة ونجحوا في الجمع بين ابناء الحي وفي الالتفاف حول هدف واحد لتتحول المبادرة من مجرد فكرة او حلمة شخصية الى عمل فني حقيقي أعطى للحي روحا جديدة وفق قول محمد صاحب هذه المبادرة المتميزة .
وامام التجاوب الإيجابي وصدى هذه المبادرة بحي اغادير انطلق محمد ومجموعة « فلته فنية » التي تضم 6 اساتذة من خريجي معهد الفنون الجميلة في تزويق سوق الحدادة العريق بمدينة مدنين بشكل اخر سيعتمد فيه الفريق على اللون الأزرق بالخصوص بما يحول دون خلق تواتر لنفس الألوان رتابة في الصورة وإحساسا بالملل لدى مشاهدها.
وتعودت مجموعة « فلتة فنية » على القيام بأعمال تخرج من الفضاءات المغلقة الى الشارع فاعتمدت طريقة التزويق الثلاثية الأبعاد في الشوارع فزوقت عدة جدران فاق عددها المائة بطريقة تطوعية ومتقدة حماسا ورهافة احساس لذلك رفعت شعار مبادرتها الاخيرة « بالالوان نغيروا الحومة متاعنا ».