هل نحن بحاجة لنقد الدين حاليا  هل يعيش الاسلام حالة تستدعي فعلا ميلاد تيار جديد من الفكرى النقدى ومن المفكرين الجدد  هل أدى تنامي الفكر النقدى للدين الاسلامي خلال السنوات الاخيرة  الى بروز العنف الديني الذى نعيشه اليوم هذه الاسئلة وغيرها تمت اثارتها يوم الاربعاء  30 مارس ضمن حلقة حوار انعقدت بمعرض تونس الدولي للكتاب وشارك فيها عدد من الباحثين والجامعيين من بينهم عبد المجيد الشرفي وفوزى البدوى وناجية الورغي وفى هذا الاطار ذكر عبد المجيد الشرفي أن الدين الاسلامي وكأى دين اخر  بحاجة الى من يكشف المتغيرات التي تحصل فى أشكال التدين وبالتالي فهم كيف يمارس هذا الانسان طقوسه الدينية وهل تطورت وتأثرت بتغير السياق التاريخي أم بقيت كما وصلت اليه من السلف والعلماء الاوائل مشيرا الى ان العديد من الدراسات المقارنة أكدت ان فهم الدين يخضع للظرف التاريخي الذى يعيش فيه الانسان المسلم وأضاف أن هذه الدراسات أشارت كذلك الى اختلاف الممارسة الدينية لدى مسلم اليوم عما كانت عليه عند مسلم الامس  ذلك أن تأويل النص القراني وكذلك النصوص السنية تختلف من عصر لأخر وربما من شخص لآخر وهو ما احدث  نوعا من انفصام الشخصية لدى المسلم المتدين ومن ثمة  دخلت العلوم الانسانية على الخط  لمحاولة فهم الحاجة للتفكير المجدد والمتجدد فى اشكال التدين التي تبقى نسبية وفق تقديره واعتبر الشرفي أيضا أن المؤسسة الدينية الرسمية  في العديد من الدول العربية والإسلامية  فقدت الكثير من مصداقيتها وذلك بقطع النظر عن النقد الموجه لها وقال في هذا الصدد   منذ الحرب العالمية الثانية وبداية عهود الاستقلال فى عدد من الدول العربية والإسلامية كان القائمون على هذه المؤسسات غير محايدين سياسيا  وهذا افرز مواقف مغايرة  من المؤسسة  الدينية  الازهر فى مصر  الزيتونة  في تونس   كما أن غياب نقد حقيقي لهذه المؤسسات ساهم  فى تكلسها وأبرزت الباحثة والجامعية ناجية الورغي أهمية التفكير فى مدى الحاجة لفكر نقدى للدين  مضيفة أن هذا الاخير هو فى الحقيقة سلاح ذو حدين بحيث يمكن أن يساعد على تحقيق التقدم والرقي او ان يكون مدمرا.