في عوالم فن الإنشاد الصوفي تراكمت التجارب وتنوعت الأطر الفنية التي تستلهم من هذا التراث رؤى فنية تتقارب في مرجعيتها التراثية لكنها تذهب بعيدا نحو المغايرة في تصوراتها الاخراجية ومضامينها وأساليب عرضها
هكذا حال التجارب الفنية التي استلهمت من هذا التراث تجاربها الفنية فراحت تزاوج في محاملها الفنية بين قوالب مكرورة حفظتها الذاكرة الشعبية لتبقى شاهدة على قدرة هذه الوصلات الغنائية الانشادية على الصمود في عالم الموسيقات المتغير والسريع وبين التعاطي مع روح العصر ومحامله الجديدة وتقنياته المتطورة
على هذا النحو يقارب « حمزة محمد » في عرض حضرة الأسياد الذي افتتح به ليلة الأحد الأيام الثقافية برادس تعامله مع الموروث الصوفي الغنائي قائلا : » نذهب في اتجاه خلق مقاربة نوعية لهذا اللون الغنائي من خلال اختيارات نوعية تأخذ ما اختزنته الذاكرة وتعيد إخراجه وتوزيعه في شكل جديد يتماشى مع روح العصر »
ويضيف الشاب « حمزة محمد » المتخصص في الموسيقى » نسعى لان نبني مشروعا متكاملا يزاوج بين البعد الاستعراضي الفرجوي والمضامين الفنية التي تعبر عن تراث تليد مازال يسجل حضوره وبقوة في الذائقة الشعبية والتي ترى فيه جزءا من ذاتها وخصوصيتها وتعبيرا من تعبيراتها الممثلة لها » مشيرا الى ان هذه المجموعة الشابة التي تعمل بإمكانيات فردية في حاجة إلى دعم أكثر لتطور من أدائها ومن حضورها .
ورغم الحيز الزمني القصير لتحضير فعاليات هذه الأيام فان المجهود الاستثنائي من القائمين على المهرجان في تأثيث برمجة ترتقي الى انتظارات جمهور مدينة رادس وتمكينه من فسحة فنية للاستمتاع والترويح عن النفس في بيئة محبة للفرح وللأمسيات الفنية والفرجة الرائقة مثلت العلامة الفارقة في نجاح هذه التظاهرة وهو مايؤكده الحضور الواسع للجمهور الذي غصت به مدرجات مسرح الهواء الطلق بئر الطراز برادس
سمار الليالي في مدينة رادس استمتعوا بعرض فني استطاع ان يكسب جمهورا نوعيا تفاعل مع مختلف فقرات العرض رغم حداثة هذا المولود الذي نشأ من تربة ولاية بن عروس تصورا فنيا و ورؤية اخراجية وعناصر مكونة للمشهد الركحي .
وتتواصل عروض وفعاليات الأيام الثقافية بمدينة رادس ليلتقي جمهور مسرح الهواء الطلق يوم الاثنين مع الفنان حسان الدوس والثلاثاء مع نور شيبة وذلك قبل ان يلتقي جمهور المدينة وعشاق الموسيقى الشبابية مع عرض الفنان مرتضى يوم الأربعاء 15 اوت .
وتختتم التظاهرة يوم السبت مع عرض الفنانة التونسية صوفية صادق والتي تعود إلى مدينة رادس بعد أن غابت لسنوات على ركح مسرح الهواء الطلق بئر الطراز لتستقبل جمهورها من جديد وبالجديد .
وات