البث الحي

الاخبار : الاخبار

assabah_marionnettes-660x324

حسن المؤذن يحذّر في مسرحيته العرائسية « في العاصفة » من عواقب الصراع السياسي وإهمال القضايا المركزية للبلاد

قدّم المركز الوطني لفن العرائس، بمقرّه بالعاصمة مساء السبت، العرض الأوّل لإنتاجه المسرحي الجديد « في العاصمة » وهي مسرحية عرائسية موجهة للكهول قام بإخراجها حسن المؤذن واقتبس نصها عن « الملك لير » للكاتب الأنقليزي « ويليام شكسبير ».
تدور أحداث المسرحية، وفق الورقة التقديمية للعمل، في « مملكة يحرم فيها الملك ابنته الصغرى من نصيبها في المملكة، مقابل منح نصيب كبير من مملكته لابنتيْه الأكبر سنا، اللتين تعهدتا برعايته ولكنهما خانتا العهد، فيلجأ إلى الهروب بمساعدة أوفياء له، ويجد نفسه في نهاية المطاف في العاصفة والعراء والجنون… فيموت الجميع مع نهاية أحداث المسرحية وتظل المملكة لجيل جديد يحكمها ».
العرائس رغم أنها كائنات جامدة، إلا أنها كانت حية وتعج بالحركة، بعد أن بثت فيها مجموعة من الممثلين ممن قاموا بتحريكها روحًا سكنتها لمدة 90 دقيقة. وهؤلاء الممثلون هم أيمن النخيلي ونهاد التواتي وفاطمة الزهراء المرواني وهيثم وناسي وبلال الجلاصي ووائل باني وفارس العفيف وعبد السلام الجمل ومحمد أمين الكسوري وآمال المليتي. وقد تمّ صنع العرائس وملابسها ومتمماتها بورشة المركز الوطني لفن العرائس.
لقد نجح الممثلون في أن يجعلوا من العرائس امتدادا لجسد الممثل الحي، فكانت العرائس وفيّة لدلالة العنوان والأحداث « في العاصفة » لتبرز علامات الاضطراب والحيرة والتوتر التي سكنت شخصيات المسرحية، ولتصوّر الحرب الطاحنة على السلطة من أجل المسك بمقاليد الحكم.
وتطرّق المخرج في المسرحية إلى مجموعة من القضايا الأخلاقية المتعلقة بالجشع وحب المال والطمع في السلطة والاستيلاء على الثروة، وانطلاقا من جملة هذه القضايا الأخلاقية، حذّر المخرج في هذا العمل من تهميش القضايا المركزية للبلاد والمتمثلة في النهوض بالاقتصاد ومقاومة الفقر والحد من البطالة… مقابل الانشغال بالصراع على السلطة. كما حذّر من استمرار هذا الصراع السياسي على السلطة إلى حين قدوم « العاصفة » التي لن تخلّف إلا « الكارثة ».
وفي هذا العمل، قام المخرج بإسقاط نص « الملك لير » لـ « ويليام شكسبير » على الواقع التونسي، ليحذّر من اتخاذ قرارات غير حكيمة وغير عاقلة وغير صائبة كتلك التي اتخذها « الملك ديوب »، في المسرحية، وما يمكن أن تؤدي إليه من عواقب « وخيمة ». كما نبّه المخرج، في هذا السياق، من عواقب الطمع وشهوة السلطة التي قد تصل بالسياسيين إلى « خيانة الوطن » للوصول إلى سدة الحكم، كما فعلت شخصية « سنغو » الابن غير الشرعي للملك « ديوب » الذي طمع في الاستئثار بإرث أخيه « بنغو »، وفق أحداث المسرحية.
وتمّ تقديم هذا العمل العرائسي الأول الموجه للكهول تزامنا مع احتفال المركز الوطني لفن العرائس بمرور 25 سنة على إحداثه بقرار رئاسي في 27 مارس سنة 1993، ليكون قطبا مطوّرا لفن العرائس وقبلة للعرائسيين مبدعين كانوا أو طالبي معرفة.
وتجدر الإشارة إلى أن أولى التجارب المسرحية العرائسية الموجهة للكهول كانت بعنوان « الشياطين » للمخرج يحيى الفايدي، وهي مسرحية من إنتاج شركة « 6- 5 -1″ سنة 2003، ثم تجربة ثانية بعنوان « عفوا سيدي الرئيس » للمخرج نصيب برهومي وإنتاج شركة « نسرين للإنتاج » سنة 2013.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو