أطلقت جبهة المواطنة من أجل الجريد إحدى مكونات النسيج الجمعياتي في مدينة توزر، حملة لإنقاذ تاريخ توزر تحت شعار « أنقذوا المدينة العتيقة » بغاية لفت الانتباه الى حالة المدينة العتيقة أولاد الهادف بمدينة توزر وتهرئ بنيتها التحتية وتشقق جدرانها وسقوط عدد هام من الأنهج المسقوفة بخشب النخيل « البراطيل » لغياب الصيانة والترميم منذ أكثر من عشرين سنة.
وأوضح في هذا السياق رئيس جبهة المواطنة من أجل الجريد عبد اللطيف السبوعي أن مستوى الرطوبة العالية يهدد أسس جميع المنازل في المدينة العتيقة بسبب تقادم شبكة الصرف الصحي التي تعود لأكثر من ثلاثة عقود علاوة على غياب الصيانة الدورية للجدران الخارجية والانهج، نافيا أن يكون السكان متسببين بصفة مباشرة في هذا الوضع. وأكد أن أغلب سكان المدينة العتيقة سعوا الى اصلاح الجدران الخارجية وترميم بعض الانهج بإمكانياتهم الذاتية.
ودعا الهياكل المعنية على غرار بلدية توزر والمعهد الوطني للتراث الى ضرورة رصد التمويلات اللازمة لعمليات الصيانة وفقا لتصور ورؤية تثمن هذا الموروث المعماري حسب قوله، لافتا الى أن المدينة العتيقة ورغم مكانتها الثقافية والسياحية فهي معلم غير مرسم لا وطنيا ولا دوليا حتى تتمكن من الاستفادة من التمويلات من طرف الجهات المعنية.
ودعا المعهد الوطني للتراث في هذا السياق الى اعداد ملف لترسيم المدينة ضمن الموروث المعماري الوطني ثم العالمي على غرار عدد من المدن العتيقة في تونس وخارجها التي صنفت أثار عالمية.
وذكرت في ذات السياق النائب الأول لرئيس بلدية توزر وسيلة الهادفي أنه وباعتبار قيمة المدينة العتيقة ثقافيا وسياحيا وواجهة تسويقية لولاية توزر، فقد تم ادراج المنطقة ضمن برنامج الميزانية التشاركية وخصصت لها تمويلات بقيمة 80 ألف دينار لإنجاز أشغال تبليط في انتظار اعداد ملف تدخل تتشارك فيه مختلف الأطراف ذات العلاقة كمصالح الثقافة والتراث والسياحة.
ومن المنتظر أن تستفيد المنطقة بتمويلات بقيمة 150 ألف دينار من صندوق حماية المناطق السياحية منذ 2009 لكن لم يتسنى صرفها لفائدة بلدية توزر بحسب ذات المصدر، مبينة أنه سيتم التدخل لدى مصالح وزارة السياحة لصرف هذا الاعتماد المتأخر والذي سيخصص لصيانة المدينة العتيقة.
كما تعمل البلدية على اعداد ملف بجمع مجموعة من الصور والبيانات والخرائط والمعطيات التاريخية حول أولاد الهادف المدينة العتيقة وتقديمه ضمن برنامج المدن التراثية بهدف الحصول على التمويلات مضيفة أن البلدية ستتدخل وفقا لإمكانياتها المادية بالتنظيف وترميم بعض الجدران.

وات