انطلقت مساء الأحد 21 أفريل بجرجيس فعاليات الدورة الخامسة لملتقى المؤانسة للخط العربي الذي يشارك فيه 18 خطاطا من تونس وليبيا والجزائر والمغرب والعراق. ويجمع هذا الملتقى خطاطين كلاسيكيين وخطاطين حروفيين هدفهم خدمة الحرف العربي ونشر ثقافة الخط العربي الذي ينبض في وجدان كل إنسان لكنه يتغيب عن المشهد العام الفني وفق مدير الملتقى محمد مصدق .
وسيتواصل هذا الملتقى الذي تنظمه المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بمدنين وجمعية احباء المكتبة والكتاب بجرجيس ودار الثقافة ابن شرف بجرجيس إلى غاية يوم الخميس بجولات بين المؤسسات التربوية من خلال تنشيط ورشات لفائدة التلاميذ حول مجالات فنية مختلفة في الخزف والفنون التشكيلية والخط العربي والنقش على الخشب بما يتيح للتلاميذ ممارسة الخط العربي والاستمتاع بجماليته وبالإبداعات الكامنة في هذا الفن.
ومثل انطلاق الملتقى مناسبة للتعريف بنشأة الخط العربي وتطوره عبر التاريخ ليتبين أن منشأ ومولد الخط العربي الحقيقي بالعراق، أما محطته الاولى في الغرب الاسلامي او شمال افريقيا فهي في القيروان مع الفاتحين. وقد برز علي ابن البراق من بين الاسماء الأخرى. وحظي الخط العربي باهتمام كبير، وكتب به مصحف الحاضنة والمصحف الازرق بماء الذهب لينطلق الاهتمام بالخط العربي من تونس ويتوجه مع الفتوحات الى الجزائر والمغرب والاندلس وبلاد السودان ثم تطور وسميت خمسة خطوط وفق ما بينه بشير عسكري الأستاذ الجامعي والمدرب المتخصص في الخط العربي والمخطوطات وهو أحد المشاركين المحاضرين في الملتقى.
وذكر بأن الخط العربي لم يكن له وجود ظاهر قبل الإسلام باستثناء بعض المعاهدات التجارية التي كانت تتم بين القبائل ومع نزول الوحي والقران القريم بدا تدوينه ومنه انطلقت فكرة الاهتمام بالخط العربي والتنافس حول كتابة القرآن بوضوح دون البحث عن الجمال. ومع الدولة الأموية بدأ البحث عن الجمالية في الخط العربي مع ابن حماد والضحاك ابن عجلان، وصولا إلى العهد العباسي حيث جاء ابن مقلة الذي وضع قاعدة الخط العربي من موازين النقط وبعده عدة أسماء طورت الخط العربي بناء وجمالية . وشدد المحاضر على تميز الخط العربي وما يحمله من رسالة المعنى ورسالة الشكل.
