أطلقت جامعة بيزا الإيطالية مشروعا رائدا في تطبيق تكنولوجيا الرقمنة الحديثة لدراسة الحياة العربية القديمة في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام من خلال فهرسة وأرشفة النقوش العريقة.
ويسعى « الأرشيف الرقمي لدراسة مخطوطات ونقوش العربية قبل الإسلام » لجمع مجموعة من النقوش العربية المثيرة للاهتمام، ووثائق ونصوص كتابية من العالم السامي القديم يزيد عددها عن 15 ألف مخطوط وقطعة نصية مكتوبة من النقوش والصور.
وتمثل هذه الوثائق المكتوبة صورة مهمة من الثقافة التي ازدهرت في جنوب وشمال الجزيرة العربية منذ أواخر الألفية الثانية قبل الميلاد إلى القرن السادس الميلادي، وهي الفترة التي شهدت ازدهار لغات وحضارات عربية قديمة في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية.
و يحتوي الأرشيف الرقمي لدراسة مخطوطات ونقوش العربية قبل الإسلام على مجموعة من حوالي 8150 نصًا تم ترقيمها بواسطة فريق جامعة بيزا.
ويقول القائمون على المشروع إن إنجازهم الأكبر على مدار خمس سنوات كان إنشاء فهرسة رقمية لمواد قديمة تتراوح بين كتابات بلغات سامية مختلفة تعد سلف اللغة العربية المعاصرة، وبين قطع أثرية عليها نقوش وكتابات، وجمع كل ذلك في قاعدة بيانات تتيح إجراء عمليات بحث على العديد من المستويات، وتركز الرقمنة على وصف ميزات النصوص (اللغة والنقوش النصية وما إلى ذلك) وعلى تسجيل البيانات ذات الصلة مثل معلومات عن المواد المستخدمة (الحجر والطين إلخ) وكذلك نسخ النص وترجمته.
ويتاح لمستخدمي الأرشيف الرقمي الوصول إلى النقوش عن طريق فهارس مختلفة، ويمكن تحسين النتائج باستخدام المرشحات، ويتم تصنيفها حسب اللغة ونص الكتابة.
وأقيم المشروع التابع لجامعة بيزا بتمويل من برنامج التعاون عبر حدود الأبيض المتوسط التابع للاتحاد الأوروبي، ويستعين بخبرة فريق دولي متنوع من الشركاء من بينهم جامعة اليرموك الأردنية، ومركز للتراث في لبنان، ومعهد دراسات الشرق الأدنى القديم بجامعة برشلونة، وشركة ماجو للإنتاج من إسبانيا، ويهدف لتعزيز معرفة وفهم النقوش والمنحوتات الفينيقية والنبطية، وتشجيع جهود المجتمعات المحلية للحفاظ على هذه القطع القيمة من التراث.