تتواصل على مدى أيام 17 و18 و19 نوفمبر الجاري مجموعة من المحاضرات والمعارض في مدينتي نفطة وتوزر بمناسبة الاحتفال بمائوية ميلاد القاص والروائي البشير خريف الذي ولد في نفطة عام 1917 وتوفي بالعاصمة سنة 1982.
وتعد هذه التظاهرة التي يحضرها عدد من النقاد والأساتذة الجامعيين وأشخاص عاصروا خريف افتتاحا للمائوية التي ستختتم في العاصمة أيام 15 و16 و17 ديسمبر القادم بحضور أسماء أخرى تقدم قراءة متجددة لأعماله باعتباره من رواد الرواية التونسية بحسب محمد المي المنسق العام للتظاهرة.
وكانت احتفالية مائوية البشير خريف انطلقت يوم الجمعة في مدينة نفطة بمعرض ضخم في روضة آل خريف ضم صورا فردية وجماعية ونماذج من مخطوطاته ومؤلفاته وأعماله الكاملة تم جمعها بالاستعانة بأصدقائه ومعاصريه أمثال الشاعر نور الدين صمود والأستاذ الراحل الحبيب شيبوب.
وبين المي في تصريح لوات أن الاحتفال بالمائوية يهدف إلى لفت النظر الى منجزات خريف والتذكير بجهوده وأعماله فضلا عن كونها مناسبة للنقاد والأساتذة الجامعيين ليعيدوا النظر في أعماله وقراءة ما كتبه برؤية جديدة بفضل تطور المناهج وأساليب التلقي حيث تمت دعوة أساتذة جامعيين شبان أمثال سعدية بن سالم ومحمد آية ميهوب وعمر حفيظ الذين قدموا مقاربة مختلفة في تناول أعمال البشير خريف الى جانب أشخاص عرفوه وعايشوه قدموا شهادات عنه.
ومست المائوية حسب تقديره جوانب منسية ومسكوت عنها في أدب خريف حيث وجهت جملة المحاضرات المقدمة وجهة جديدة وهي تناول أعماله كسيرة ذاتية بعد أن كان ينظر إليه ككاتب رواية تاريخية وأصبح اليوم يدرس بنظرة شمولية بعد إصدار أعماله الكاملة. وأوضح أن القائمين على التظاهرة يطمحون إلى إعادة النظر في مساهمة الرجل في الفكر لذلك ستتم دعوة البريد التونسي لإصدار طابع بريدي بمناسبة مائويته وإطلاق اسمه على الشوارع والأنهج وإصدار « طبعة شعبية » لأعماله الكاملة، وفق قوله.
وستقدم لجنة تنظيم المائوية مقترحا لوزارة الشؤون الثقافية يتعلق بإحداث متحف في روضة آل خريف بنفطة يجمع أعمال كافة العائلة وهم الأب إبراهيم خريف صاحب كتاب « المنهج السديد في التعريف بأهل الجريد » إلى جانب الأبناء البشير ومصطفى ومحيي الدين ومباركة وعبد الحميد خريف، ويضم مركزا للدراسات الأدبية. ومن المقرر أن يتم نشر كافة المحاضرات المقدمة بمناسبة المائوية في عددين خاصين من مجلة الحياة الثقافية.
للتذكير فإن تظاهرة المائوية المتواصلة على مدى ثلاثة أيام تتضمن سلسلة محاضرات منها في اليوم الأول « أدب البشير خريف ومستويات التلقي » و »في خصوصية تجربة خريف السردية » و »البشير خريف بين المكان الأول والمكان الثاني ». وتضمن برنامج اليوم الثاني مداخلات حول « المرجعي في المتخيل الروائي افلاس أو حبك درباني » و »البشير خريف في عيون النقاد ».
ويضم اليوم الختامي مداخلات حول « فلسفة المروي في الدقلة في عراجينها » و »تحليل قصة المروض والثور : خريف مؤرخا من خلال رواية بلارة ».

وات