البث الحي

الاخبار : الاخبار

ddda

« تجديد الفكر الديني: المنطلقات والآفاق » موضوع ندوة علمية بالعاصمة

ركّز المتدخّلون خلال الندوة العلمية التي نظمتها اليوم الثلاثاء وزارة الشؤون الدينية حول موضوع « تجديد الفكر الديني: المنطلقات والآفاق »، بمشاركة ثلة من الأخصائيين والأساتذة الجامعيين، على أهمية الإنفتاح على الآخر والوعي بضرورة تجديد الخطاب الديني في تونس خاصة وفي العالم العربي عموما، سيما في ظل انتشار الفكر المتطرف والعنيف، فضلا عن وجوب مواجهته بالسبل الفكرية وبخطاب التجديد والإقناع، بهدف تكريس قراءة تجديدية لقضايا إنسانية من وجهة نظر إسلامية.
وفي هذا الإطار اعتبر منصف وناس، مدير عام مركز الدراسات الإقتصادية والإجتماعية، في مداخلة بعنوان « إصلاح التعليم الديني الجامعي، شرط أي تجديد فكري ديني »، أن تجديد الفكر الديني اليوم هو مسألة مجتمعية ووطنية بالأساس، يُطرح من خلالها إشكال هام يتمثل في كيفية اضطلاع الفكر التعليمي الجامعي بالتجديد، على أن يكون أداة مؤطرة ومحرّكة لعملية تجديد الفكر الديني، نظرا إلى أنها مسألة تتصل بإعادة قراءة النص الديني وتقديمه تقديما جديدا للمجتمع ومن خلاله يقع تحصين عقل الشباب التونسي من التطرف والأفكار العنيفة، بعد أن طال التلاعب هذا العقل ووقع الزج به في مغامرات مجهولة الجوانب ».
وشدد على أهمية ألا تبقى قضية تجديد الفكر الديني قضية نخبوية، بل يجب تشريك المجتمع حتى يكون مساندا لكل جهود التجديد وداعما وميسرا لها ومؤثرا في الإلتزام بضرورة التجديد.
ولاحظ المحاضر أنه حين يصبح التعليم الجامعي الديني، شريكا فاعلا ومحترما في مسألة تجديد الفكر الديني، سيكون نافعا لكل المجتمع، « نظرا إلى أن الجامعة منتجة للأفكار والمقاربات وقادرة على إنتاج الأفكار التي تحصن المجتمع من كل أشكال التطرف والغلو ».
أما نبيل خلدون قريسة، مختص في الدراسات الحضارية والتاريخية، فقد اعتبر في مداخلة بعنوان « الإشكالية التاريخية لمقولة تجديد الفكر الديني »، أنه يجب على العقل المسلم أن « يتخلّص من مخاوفه من الآخر ويتخلّص من نظرية المؤامرة الخارجية ويحاول أن يفهم الآخر ويجادل بالعقل ويبتعد عن منطق العاطفة والتشنج ».
وقال إن إشكالية تجديد الفكر الديني « تضرب بجذورها في تربة فكرية عربية إسلامية عميقة امتدت فيها مسارات البناء الفكري عبر منعطفات تاريخية خطيرة تخللتها صدامات بين فاعلين من الداخل وصدامات مع فاعلين من الخارج، حتى بلغنا خلال القرنين الأخيرين مرحلة التصادم بين القوى الأوروبية الحديثة والمجتمعات العربية الإسلامية المنكفئة على نفسها وما طرح أثناءها من قضية التحديث أو العلاقة مع الحداثة ».
من ناحيته لاحظ مهدي مبروك، باحث في علم الإجتماع ووزير الثقافة الأسبق، في مداخلة بعنوان « إعادة التفكير في القيم وأخلقة المجال العام، أي مساهمة ممكنة للإسلام؟ »، أنه لا يمكن أن يتم تجديد الفكر الديني من داخل المجتمعات الإسلامية فقط، « بل يجب الإنفتاح على الحضارات والقبول بالآخر وحتمية التثاقف والتطور والتعرف على ما أنتجته البشرية في المنظومة القيمية، نظرا إلى أن القيم تترابط وتتشابك ولا تتعارض ».
وأكد أيضا على وجوب الإهتمام في معالجة المنظومة القيمية في تجديد الفكر الديني، بمعطى في غاية الأهمية وهو « تحديد حاجات المجتمع من القيم وماذا يريد الناس منها »، عن طريق إعادة ترتيب سلّم القيم، وفق حاجات الأفراد والجماعات المعاصرة وعلى ضوء « ما نعتقد إن الإسلام جاء لتلبيته من حاجات قيمية عليا ».
يُذكر أن هذه الندوة العلمية نظمت بالشراكة مع وزارة الشؤون الثقافية وتندرج في إطار سلسلة ندوات تنظمها وزارة الشؤون الدينية، بمناسبة تظاهرة « تونس عاصمة الثقافة الإسلامية 2019″.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو