البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

rr

بيت الرواية : محاضرة حول الروائي الفرنسي  » ألبير كامو »

في إطار برمجته المتعلقة بسلسلة محاضرات « ميراث سرفانتس » حول التجارب الروائية العالمية الرائدة، نظّم بيت الرواية لقاء جمع الدكتور كمال بن وناس الذي قدّم محاضرة حول الروائي الفرنسي « ألبير كامو » والمترجم ضياء البوسالمي الذي ترجم رواية الغريب إلى العامّية التونسية، وذلك يوم الجمعة 31 جانفي 2020 بمكتبة البشير خريّف.
افتتح مدير بيت الرواية كمال الرياحي اللقاء منوّها بالارث الفلسفي لألبير كامو بحضور جمهور غفير من كتّاب وأساتذة وقرّاء، واستعرض مجموعة من أعماله أهمّها « l’étranger » التي ترجمت إلى أربعين لغة، آخرها من الفرنسيّة إلى العاميّة التونسية « الغريب » التي قدّمها المترجم شاب ضياء البوسالمي الذي كانت له تجربة سابقة في إعادة كتابة مذكّرات أبو القاسم الشابّي باللغة العاميّة وأسماها « مذكّرات الشابي بالدّارجة ».
ورواية « الغريب » هي أول رواية للكاتب الفرنسي ألبير كامو، صدرت سنة 1942 وتنتمي الى مدرسة العبث التي ميزت فلسفته ومؤلفاته، على غرار مقال (أسطورة سيزيف) ومسرحيتان (كاليغولا وسوء تفاهم).

يقول ضياء البوسالمي في تقديمه لترجمة رواية « الغريب »: « يندرج هذا العمل ضمن مشروع ترجمة كتب عالمية للعاميّة، ولكن ليست أيّ عاميّة، إنها الدارجة البيضاء التي يفهمها كل التونسيين …هي ليست نفس العامية التي كتب بها توفيق بن بريك كتابه « كلب بن كلب »، وإذا كان السؤال لماذا اخترت أن افتتح هذه السلسلة برواية كامو سأقول أن السبب هو تزامن دراستي في فرنسا مع احداث الثورة التونسية و التي كانت أشبه بفيلم خيالي قصير، والشّبه الواضح الذي يجمع شخصية « مارسو » بطل الرواية بشخصية المواطن التونسي في عبثيّته ولامبالاته… فهذه الرواية هي عبارة على سنفونية أدبية يميّزها الإيقاع ولعلّ هذه الميزة كانت الحافز للتهافت الكبير على الرواية، كما ستكون لي أعمال أخرى مترجمة للعامية مثل قصّة « le petit prince »لأنطوان دو سانت إكزوبيري ورواية  » 1984″ الرواية الأشهر لجورج أورويل. »
من جهته، اعتبر كمال بن وناس أنّ هذا اللقاء فرصة لتعميق الأفكار الفلسفية التي تميّز بها كامو في أعماله وذلك على هامش الاحتفال بمرور ستين سنة على وفاته منذ 1960 وقد ترك نصا في سيارته تم نشره بعد موته بعنوان « le premier homme » وأكّد في نفس الإطار: » لطالما اعتبر كامو نفسه فنانا لا فيلسوفا، فلا يمكننا حصره في جنس أدبي واحد، فهو روائي مسرحي وصحفي ملتزم له اتّجاه وفكر مميز. فالبير كامو هو رواية بحدّ ذاتها ».

وأضاف بن وناس « ساعدت نشأة كامو في تأصيل فلسفة التمرّد وحبّ الحياة في مساره ، فقد عاش الفقر والحرمان واليتم والإهانة منذ الصغر بعدها مرض بالسل فزاده نقمة على نقمة. عندها ولدت رغبته في رد الفعل خاصة وأن الاطار التاريخي يعجّ بالأزمات (هيمنة الاتحاد السوفياتي على أوروبا الشرقية و الاستعمار الجزائري) كلها ظروف ساهمت في بناء شخصيّة كامو وشحذ وعيه وبعث ذلك الحسّ الثوري فيه. كما حاول ألبير كامو الخروج من دوامة العبثية بتجريب ثلاثة حلول أوّلها اللّامبالاة والرغبة في الانتحار كخلاص من تفاهة الحياة من خلال النفي والاندثار، والثانية كانت إعطاء المعنى للحياة من خلال الايمان بالله والايديولوجيا وقبول التضحية، أما الفكرة الثالثة فهي الثورة وفلسفة التمرّد والجرأة على الرفض وقول لا من أجل تحقيق الكرامة الانسانية. »
بعد تفاعلات عديدة ونقاش مع الحضور ختم بن وناس قائلا  » لقد تحرّر كامو من المجتمع وثار عليه ونجح في أن ينصفه التاريخ ولو بعد خمسين عام رغم رجوعه للفلسفة الكلاسيكية المبنيّة على الأحاسيس، فقد حارب الفيلسوف من أجل قصف العدمية وبعث فلسفة التضامن الاجتماعي وحب الحياة.

يذكر أنّ ألبير كامو هو فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي-جزائري، اشتهر بكتاباته في المدرسة العبثية ومن بينها The Stranger و The Plague، وربح جائزة نوبل للآداب سنة 1957. جلب كامو إلى الأدب الفرنسي في عصره بوصفه جزائرياً، نظرة خارجية جديدة ترتبط بالأدب الحضري في باريس إلا أنها تختلف عنه، كما أنه كتب بالإضافة إلى الروايات بعض المسرحيات وكان فاعلاً في المسرح أثناء فترة الأربعينات والخمسينات، فتضمنت أعماله الأدبية اللاحقة كلا من TheFall و Exile and the Kingdom.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو