افتتحت فعاليات الدورة الثانية لمهرجان « تريتونيس » بدقاش من ولاية توزر صباح الأربعاء بندوة فكرية بعنوان « التراث بين تحديات المحافظة ورهانات التنمية » وهو نفس شعار المهرجان الذي يتواصل الى يوم 3 نوفمبر بمجموعة من الفقرات المتنوعة.

واهتمت الندوة التي قدم خلالها مجموعة من الباحثين في مجال التراث مداخلات تبين ثراء المخزون التراثي والآثار في معتمدية دقاش بضرورة تثمين هذا الموروث والمعالم الاثرية وادراجها في مسالك للسياحة الثقافية والجغرافية.

وتضمن برنامج الندوة خمس مداخلات قدم الأولى مراد براهمي متفقد جهوي للتراث بالجنوب الغربي وتناولت مجلة حماية التراث والاتفاقيات العالمية التي تعنى بالتراث وبين فيها المفاهيم المتعلقة بهذا المجال، وقدم المداخلة الثانية الباحث مراد الشتوي ممثل المعهد الوطني للتراث في ولاية توزر تولى فيها التعريف بالاكتشاف الاثري الهام والمتمثل في الموقع الروماني كستيليا باعتباره من أهم المعالم في جهة الجريد حاليا كاشفا سلسلة المعالم التاريخية في معتمدية دقاش والتي يعود بعضها الى فترة ما قبل التاريخ والفترة الرومانية وكذلك الإسلامية الوسيطة.

واعتنت المداخلة الثالثة التي قدمها الباحث ذاكر سيلة بتفصيل المعالم التاريخية كل على حدة وبعض الآثار الشاهدة على عصور ما قبل التاريخ في منطقة دقاش وأساسا في المنطقة التي تسمى بمنطقة الوديان في معتمدية دقاش مع ذكر مراجع تاريخية قديمة ووسيطة أرخت للمنطقة ومن بين هذه المعالم الموقع الروماني قبة وجامع أولاد ماجد.

فيما اهتمت المداخلة الرابعة التي قدمها ياسين براني والمداخلة الخامسة من تقديم الدكتور نبيل القاسمي بمصطلح الجغراسياحة وهو من بين المصطلحات الجديدة التي توظف التضاريس والتنوع الجيولوجي لخلق منتوج سياحي قادر على استقطاب فئة معينة من السياح والباحثين الجامعيين من مختلف أصقاع العالم مقترحين مسالك سياحية تثمن هذا التنوع التاريخي والجغرافي بتركيز مسلك أول على ضفة شط الجريد ومسلك ثان يمتد من جبل بوهلال الى جبل دغومس مع ما يتميزان به من تنوع جيولوجي تبين القدم التاريخي للمنطقة التي تعود الى ملايين السنين قبل التاريخ.

وأجمعت هذه المداخلات بذلك على أهمية التراث والمحافظة عليه خاصة في ظل الوضع الذي تمر به البلاد التونسية وضرورة الرفع من وعي المواطن بأهمية تراثه وتبيان دور المؤسسات المعنية والبلديات والمجتمع المدني بمدى أهمية المحافظة على التراث.

وبين من جانبه لطفي بوجمعة رئيس جمعية « أطلال » المشرفة على تنظيم المهرجان أن الندوة سعت الى تكريس مفهوم مغاير للتراث بالتركيز على دوره التنموي سواء في المجال الثقافي أو السياحي والاجتماعي وأهمية الاستثمار في هذا المجال لخلق التنمية من ناحية وللمحافظة عليه من ناحية أخرى.

وأضاف أن بقية فقرات المهرجان تتوزع الى فقرة لرياضة اليوغا وعرض موسيقي وسط مدينة دقاش كما يقدم المهرجان في بقية الأيام كرنفالا احتفاليا يجوب شوارع المدينة ثم فقرة للألعاب الشعبية فورشة لصنع العفاريت الطائرة وعرضا تنشيطيا للأطفال.

وتكون فقرة الاختتام في شط الجريد من خلال عرض فرجوي يحمل اسم « رحلة عبر تكمرت » وعروضا ركحية وعروضا للفروسية وعرض الفقاقيع العملاقة.

وات