البث الحي

الاخبار : الاخبار

انطلاق ملتقي رقية بشير للإبداع الأدبي تحت عنوان « السياق والنّص في إبداع رقية بشير »

 انطلقت مساء الجمعة 6 ديسمبر  بالمنستير، أشغال الدورة التأسيسية لملتقى رقية بشير للإبداع الأدبي تحت عنوان « السياق والنّص في إبداع رقية بشير »، الذي تنظمه جمعية أحباء المكتبة والكتاب بالشراكة مع المكتبة الجهوية بالمنستير، والجمعية الثقافية بالمعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين، وبدعم من المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية، على امتداد يومين بمشاركة ثلة من القامات الشعرية التونسية، على غرار نور الديّن صمود والحبيب الزناد وصلاح الدّين الحمادي ومنصف الوهايبي.

وتطرق الأستاذ محمّد سعد برغل، مدير المعهد العالي للغات المطبقة بالمكنين في مداخلة بعنوان « الشعر زمن الانشاء وزمن الاحتفاء، رقية بشير نموذجا » إلى الشاعرة رقية بشير (1949-2000) أصيلة مدينة المنستير، التي عرفت بنضالها الشعري والاجتماعي، وناضلت صلب اتحاد الكتّاب التونسيين، وقدمت الكثير للمشهد الثقافي في تونس. واعتبر المحاضر أن « رقية بشير تعتبر شاعرة معروفة باقتدارها على الكتابة، وهي أفضل رمز إبداعي أنثوي إلى حدّ الآن يمكن أن يحتفى به ولذلك كان التأسيس لهذا الملتقى ».

« ويتميز شعر رقية بشير بالرومانسية، فهي موغلة في النرجسية، وبالحنين إلى بعض الماضي من خلال الوزن والقافية والعروض، ولكن في نفس الوقت بمضامين حداثية تحديثية، وخرج نصها من الذاتية ومن الحزن نحو الوطنية والآلام المجتمعية والمواقف النقابية التي لم تكن موجودة في الرومانسية، وكلّ ذلك يجعل الشاعرة ذات مفردة، ولكنّها منفتحة على المدرسة الاجتماعية في الكتابة »، بحسب سعد برغل.

واعتبر الأستاذ في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بسوسة، عمر الإمام، في مداخلته « رقية بشير رحلة عمر إبداعي »، أنّ رقية بشير مثلت في دواوينها الشعرية الثلاثة « لم الحزن »، و »عبير الروح »، و »ظلال أرجوانية » تجربة طريفة في مسار التجديد الشعري التونسي العربي الحديث والتجارب الشعرية النسوية خاصة. ولم تخرج إلاّ نادرا عن سنن العرب الشعرية في أشكالها التعبيرية والمضمونية وفي أساليبها التصويرية، وإنّما طوّعتها للمضامين والأغراض والقضايا المستحدثة، فضلا عن ألوان معاناتها الذاتية النوعية. وكانت متحوّلة في مغامرتها الشعرية مستشرفة لآفاقها وفق نظرة موحدة للمسألة الشعرية برمتها.

وقال عمر الإمام « إنّ الشاعرة كانت في صراع مرير دائم من أجل إثبات الذات في كينونتها ووجودها وقيمها الأصيلة، وكان ذلك أساس مشروعها الإبداعي وعنوان أحلامها الحميمية في الشعر، ولم تستسلم وظلت مصرة على العناد والصراع، وإن حثت بها عوالم الخشية إلى حدّ الرُهاب أحيانا، فكانت حياتها ثمنا لرؤاها الفاتنة وأحلامها وهواجسها الرهيبة. وكانت نهايتها مأساوية في 2 أوت 2000″.

وبيّنت الشاعرة إيمان عمارة في مداخلتها « كيف نقرأ رقية بشير اليوم »، أنّ الشاعرة رقية « تنزع في جلّ قصائدها إلى الانتصار للحركة بما هي تعبير عن كلّ ما هو أصيل في الوجود الإنساني. ويتجلّي الشعر في قصائدها انتصارا للجمال مجسدا في المحبّة والسلام والتسامح، وهي قيم إنسانية ثابتة تعبّر عن توق الانسان إلى الخلاص وإلى إثبات وجوده ». وأضافت أنّ « القيم التي تبنتها الشاعرة هي ذاتها التي تبنتها الشعوب العربية الآن، وخاصة في ما يتعلق بالكرامة والعدالة والحرية ».

وتابعت المتدخلة: « لقد انفتحت رقية بشير على العالم، وتغنت بالوطن في المطلق وبالمدن كالمنستير وقليبية وقصر هلال. فقصيدتها تبعث الأمل وتحث على التمسك به والعمل من أجل رقي الوطن. وقدمت صورة مشرقة عن المرأة التونسية التي تعتز بانتمائها إلى الوطن، واهتمت بنقد الواقع الاجتماعي كالرشوة والسيدا والمخدرات وظاهرة التسوّل. وتعدّ الكتابة رسالة لنشر القيم الإنسانية السامية مما دفع رقية بشير للحديث عن الحروب والأطفال المسحوقين في العالم. فهي مثال للمرأة التونسية المناضلة في البيت والشارع وداخل القصيدة ».

وأكدت إيمان عمارة « أهمية الاحتفاء بهذه الشاعرة الجديرة بالقراءة، إذ مثلت الوعي بالذات، وتبنت كلّ قضايا الانسان العادلة التي ازدادت حدّة المطالبة بها في العشرية الأخيرة، وتظل أنفاسها تورق في الغياب وفي بيتها الشعري الحميم الدافئ ». وأضافت أنّ هذه الشاعرة تنضم إلى زبيدة بشير، وفي ذلك اعتراف بالقيمة الفنية لشاعراتنا التونسيات، مقترحة ضرورة إدراج « الشعر النسائي التونسي ضمن برامجنا التعليمية لتكون هناك مصالحة جميلة ».

أما الشاعر المنصف الوهايبي، فقد اعتبر في مداخلة بعنوان « كتابات رقية بشير وتاريخ الأدب التونسي »، أنّ الشاعرة رقية بشير « تدرس في سياق تجربة كوكبة من الشعراء التونسيين، وفي سياق الذاتية الرومانسية التي نجدها في دواوينها الثلاثة ».

من ناحيته، ذهب الشاعر الحبيب مرموش، إلى التأكيد على أنها « شاعرة فذة، جددت في مضمون القصيدة، وكتبت في مواضيع شتى، وناضلت بالحرف والكلمة وبالفكر وتحدت وكانت من مؤسسي فرع المنستير لاتحاد الكتّاب التونسيين »، معتبرا أنّ « زبيدة بشير ورقية بشير وجهان لروح واحدة ».

وانتظمت إثر الجلسة العلمية، أمسية شعرية بمشاركة كلّ من الشعراء الحبيب الزناد والمنصف الوهايبي وايمان عمارة.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو