انطلقت صبيحة الجمعة فعاليات النسخة الأربعين للمهرجان الدولي للواحات بتوزر لتتواصل الى غاية يوم 26 من هذا الشهر. وواكب وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين وكذلك عدد هام من زوار مدينة توزر من السياح التونسيين جملة من الفقرات التنشيطية قدمتها الفرق الصوفية والفلكلورية وسط المدينة، كما افتتح الوزير فعاليات أيام الصناعات التقليدية المقامة بمناسبة المهرجان.
ونظرا لعراقة هذه التظاهرة الثقافية فقد اختارت الهيئة المديرة عرضا فرجويا فنيا للافتتاح تحت عنوان جهيرة الوادي يقدم في ساحة المهرجان بعد ظهر الجمعة. وتتميز الدورة بحسب جمال الدين الشابي عضو هيئة المهرجان، بالثراء وذلك من خلال برنامج متنوع يضم الندوات الفكرية وتنشيط شوارع المدينة فضلا عن السهرات الفنية التي يحييها فنانون تونسيون.
ويشارك في المهرجان مجموعة من الفرق الضيفة من ليبيا ومن الجزائر واليابان ومجموعة من الفرق الفنية من تونس. وتتوزع جملة الفقرات التنشيطية بين ساحة الاستقلال والقبة الضوئية وساحة الفنون لتقدم بشكل متواصل على امتداد اليوم فقرات موسيقية وأخرى تنشيطية مع تخصيص كرنفال يجوب الشوارع طيلة أيام المهرجان وتنظيم عروض سينمائية.
وبمناسبة حلوله حفل الافتتاح، اجتمع وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين بعدد من المثقفين في الجهة، وتناول اللقاء وضع البنية التحتية، وصرّح الوزير لمراسلة « وات » أن الجهة ستشهد تدخلات عاجلة منها بناء المركب الثقافي أبو القاسم الشابي وتهيئة المسرح البلدي ليكون جاهزا للاستغلال قبل انطلاق المهرجان الصيفي.
وأضاف أن المهرجان الدولي للواحات يُعدّ من بين التظاهرات الوطنية الكبرى، ويشهد اقبالا من المتبعين من تونس والبلدان المغاربية وبلدان العالم فضلا عن كونه مناسبة لانصهار الثقافة مع السياحة والصناعات التقليدية وهو ما من شأنه أن يساهم في تجديد المحتوى الثقافي لمثل هذه التظاهرات.
وبخصوص تنشيط الساحة الثقافية في الجريد بيّن الوزير أن الجهة ستستفيد من عدة برامج وطنية من بينها تخصيص اعتمادات للإصدارات الشعرية لشعراء الجريد، مؤكدا أن « سنة 2019 ستكون سنة ثقافية حضارية بامتياز » وفق قوله، مشيرا إلى أن الوزارة تتابع مسار توظيف الاكتشاف الاثري في نفطة المعروف بموقع « الانسان العاقل » والذي يعود الى فترة الحضارة العاترية، وكذلك ملف إدراج شط الجريد على لائحة التراث العالمي. وأوضح في هذا الصدد أن الملف في طور الاعداد بمشاركة أهل الاختصاص وممثلين عن المجتمع المدني ليجد فضاء شط الجريد حظه على حد تعبيره.