استقبل المتحف الوطني بقرطاج ما يناهز عن 200 طفل قدموا من مدارس ابتدائية بكل من جهات بنزرت وبن عروس وتونس وجندوبة وسليانة وصفاقس والكاف، إلى جانب عدد من أطفال الجاليات المقيمة بتونس، للمشاركة في تظاهرة ثقافية تراثية بعنوان « أولمبياد قرطاج »، تنظمها بلدية قرطاج يوميْ 13 و14 ماي بالتعاون مع الجمعية الدولية للألعاب التقليدية ومع عدد من الجمعيات التونسية، احتفالا بشهر التراث.
وتتضمّن هذه التظاهرة ورشات متنوعة في الألعاب التراثية بهدف تنشيط الأطفال وتدريبهم على قوانين هذه الألعاب والقيام بتمارين تجريبية استعدادا لمسابقة ستقام بينهم غدا الأحد. وهذه الألعاب هي « الجري بالكيس » و »جذب الحبل » « والزربوط » و »الكجات » و »الصحون » وغيرها.
كما ستنتظم لفائدة المشاركين في « أولمبياد قرطاج » زيارات ميدانية إلى المواقع التاريخية بقرطاج والمعالم الحضارية بسيدي بوسعيد.
ويعود اختيار المتحف الوطني بقرطاج لاحتضان هذه التظاهرة، وفق كاهية مدير الشؤون الإدارية ببلدية قرطاج منية النواجي، إلى خصوصية هذا المكان ودلالته على التنوع الثقافي والتلاقح الحضاري الذي عرفته تونس على مرّ التاريخ. وأبرزت أن « أولمبياد قرطاج » مناسبة ثقافية لإخراج الأطفال من عزلة فرضتها التكنولوجيا الرقمية (الأنترنات) للاحتكاك ببعضهم البعض والتفاعل فيما بينهم.
كما يرمي تنظيم التظاهرة، وفق المصدر نفسه، إلى إحياء الألعاب التقليدية التي كانت في ما مضى وسيلة الأجداد في الترفيه والتسلية، وترويجها بين الأطفال وتمريرها بين الأجيال.
وسعى المنظمون من خلال تشريك بعض الجهات إلى إبراز الخصوصيات التراثية التي تميّز كل جهة، ومن ثمة إبراز هذا التنوع الثقافي بتونس والتعريف به لدى الناشئة لتحافظ على هذا المخزون التراثي كأحد جذور الهوية الوطنية وترسيخ مبدأ الانتماء إلى هذا الوطن.
وعملت بلدية قرطاج بالتعاون مع الجمعية الدولية للألعاب التقليدية على الانفتاح على الثقافات الأخرى من خلال تنظيم معرض للألعاب التقليدية التي تشتهر بها مدينة بيكاردي الفرنسية على غرار لعبة الصحون.
ويسدل الستار على هذه التظاهرة بتتويج الفائزين في مختلف الألعاب، وتلاوة وثيقة قرطاج للتواصل السلمي بين الثقافات والشعوب.

وات