« تتفرد المنطقة الأثرية بمنطقة العالية من معتمدية قصور الساف من ولاية المهدية، عن جميع المناطق الأثرية في البلاد التونسية، بجمعها بين الحضارة البونية والرومانية والإسلامية والعثمانية وغيرها من الحضارات »، وفق ما أكده عبد الفتاح غمام عضو جمعية الفاطميين للنهوض بالتراث وحماية الآثار بالعالية.
وتتكون المنطقة الأثرية، التي توقفت فيها أشغال الاستكشاف، لغياب التمويلات المرصودة من قبل المعهد الوطني للآثار ووزارة الشؤون الثقافية، من قناة رومانية تعد الوحيدة التي تربط بين سبخة ومياه البحر الأبيض المتوسط.
وتضم المنطقة، وفق تصريح غمام، قلعة فاطمية إسلامية غاية في سحر التصميم والهندسة إذ تتكون من قلعة داخلية مربعة الشكل يبلغ طول ضلعها 34 مترا وأخرى خارجية بضلع يعادل 64 مترا. وشكلت القلعة، بوصفها أعدت للجنود ومراقبة البحر والتصدي للأساطيل الحربية، مقبرة للجنود الذين يعملون بها ممن ماتوا خلال الحروب والصراعات.
ويقول غمام إن منطقة العالية « واعدة سياحيا إذ يمكن تثمين آثارها وإدخالها في الدورة الاقتصادية وتسويق وجهتها لا سيما وأنها متاخمة لأحد أجمل الشواطئ وأنقاها.
وذكر المتحدث أن أشغال التنقيب والاستكشاف التي تقوم بها جمعية الفاطميين للنهوض بالتراث وحماية الآثار قد توقفت منذ مدة لغياب التمويل الضروري مما يؤجل أمل النهوض بالمنطقة تنمويا.
وتتمتع المنطقة الأثرية بالعالية، على عكس غيرها بجهة المهدية، بحراسة نهارية وليلية خصصتها الجمعية لمكافحة ظاهرة نهب وهتك الموقع من قبل الناهبين الذين تعدوا في العديد من المرات على آثار مناطق مجاورة دون رادع.
وتفتقر المنطقة، علاوة على ما تقدم، إلى غياب الإنارة فبينما تعهدت الشركة التونسية للكهرباء والغاز بربطها بالكهرباء مقابل ألف و400 دينار فإن غياب التمويل من قبل سلطة الإشراف لم يتوفر لذلك توجهت الجمعية لمطالبة المتبرعين بتوفير المبلغ المطلوب.

وات