تعيش المنستير على وقع الدورة الأولى من تظاهرة « فنّ الطهي عبر التاريخ » التي تنظمها جمعية « الطهي للجميع »، بالإشتراك مع المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير، ضمن الإحتفاء بشهر التراث لسنة 2019 وبرنامج المنستير مدينة الحضارات، وفق ما أفادت به نفيسة براهم، رئيسة مصلحة التظاهرات والجمعيات بالمندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير.

وتنطلق الرحلة عبر فقرات هذه التظاهرة التي سيحتضنها معلم الرباط الأثري بالمنستير، بداية من الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، مع معرض تشكيلي بعنوان « تونس عبر العصور »، من إنتاج نادي الفنون التشكيلية بدار الشباب بحيّ الرياض بسوسة، ثم لقاء حواري حول « فنّ الطهي عبر التاريخ التونسي »، بمشاركة الباحث حلمي قحبيش، رئيس جمعية الطهي للجميع ومؤلف كتاب « فن الطهي عبر تاريخ تونس »، في مداخلة حول « المطبخ التونسي عبر العصور »، والباحثة في التراث المعماري الغذائي، سهام قلال بن عمر، في مداخلة لها حول « التراث الغذائي التونسي: التوثيق والتثمين »، ورئيس الجمعية التونسية لمهنيي فنون الطبخ، وفيق بلعيد الذي سيتطرق إلى « الأكلة كمظهر ثقافي بين الجهات وداعم للترويج السياحي ».

وسبتخلل المداخلات العلمية، عرض الفداوي مع المسرحي والمخرج علاء الدّين أيوب، سيعقبه عرض للأزياء التقليدية، بداية من الساعة الخامسة والربع مساء.

إثر ذلك تبدأ رحلة اكتشاف تاريخ الأكلات التونسية، مع عرض لقرابة 60 أكلة تونسية، من الفترة البربرية التي ظهرت معها أكلة الكسكسي، وصولا إلى ثورة علي بن غذاهم التي ظهرت معها عصيدة الزقوقو (كانت في الأصل أكلة الفقراء)، وذلك مرورا بالحضارة البيزنطية والرومانية والعثمانية والجالية الإيطالية والمطبخ اليهودي، حسب ما ذكر لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، المازري عيسى، رئيس مكتب المنستير لجمعية فن الطهي للجميع، مشيرا إلى أنّ عملية إعداد بعض الأكلات ستنطلق بداية من الغد الجمعة.

ويشارك عدد من السياح في تذوّق هذه الأكلات التونسية واكتشافها وذلك ضمن تنويع المنتوج السياحي، خاصة أنّ هذه التظاهرة « تثمّن التراث الغذائي التونسي عبر المراحل التاريخية التي مرت بها البلاد التونسية »، وفق ما ذكره حلمي قحبيش. وحسب نفيسة براهم فإن الحاضر الغذائي التونسي، « ليس وليد اللّحظة، بل هو تراكمات لحضارات متعاقبة مرت على البلاد التونسية »، مؤكدة أنّ التظاهرة ستكون مرآة ثقافية تاريخية تعرض لوحات مسترسلة لمختلف الحقب التاريخية، عبر أكلات تونسية ومعرض للأزياء التقليدية النسائية والرجالية التونسية، مع خلفية فنية ومرافقة موسيقية للفنّان وجدي مزالي على آلة القانون.

أما الديكور فقد تم توظيفه ليعكس مختلف الحقب التاريخية، حسب نفيسة براهم التي أضافت أنّ الشراكة بين المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بالمنستير وجمعية فنّ الطهي للجميع تركزت على مستوى التصوّر وإعداد البرنامج والدعم المادي والتنسيق والتعاون مع ولاية المنستير والمصالح الأمنية بالجهة.

وات