تمحورت أشغال الملتقى الوطني لأمناء المكتبات العمومية في دورته الثانية التي افتتحت يوم الخميس 13 ديسمبر بأحد الفضاءات السياحية بمدينة دوز لتتواصل على امتداد ثلاثة أيام تحت شعار » المكتبة العمومية مؤسسة قادرة على كسب الرهان المجتمعي »، على بلورة خطة وطنية لمزيد تنشيط المكتبات العمومية والترغيب في المطالعة من أجل تعزيز دور هذه المؤسسات كعمود من أعمدة الامن الثقافي بالبلاد، وفق ما أكده مدير إدارة المطالعة العمومية بوزارة الشؤون الثقافية الياس الرابحي .
وأوضح المصدر ذاته أن هذا الملتقى الذي يجمع أمناء المكتبات العمومية يمثل فرصة للحوار حول كيفية تطوير آداء هذه المؤسسات الثقافية التي يمكن لها أن تلعب أدوار جديدة في المجتمع لأنها تشكل فضاء للتعليم والتعلم ونشر ثقافة المعرفة والحوار الامر الذي يجعلها وسيلة هامة في التصدي للتخلف والرجعية.
وأضاف الرابحي أن القراءة تمثل رهانا حضاريا للمجتمعات مشيرا إلى التباين الكبير في إقبال المجتمعات الاوروبية والعربية على المطالعة حيث تبرز المؤشرات أن المواطن الاوروبي يطالع 35 كتابا سنويا في حين أن 80 مواطن عربي يطالعون كتابا واحدا في السنة ويطالع المواطن التونسي 0 فاصل 58 كتابا في السنة وهو مؤشر خطير ودقيق لما له من سياقات اقتصادية واجتماعية، مبينا أنه كلما ارتفع مؤشر المطالعة في المجتمعات فإن نسب الجريمة والانحدار المعرفي والانزلاق نحو الارهاب تقل وتكون العملية عكسية في حال انخفاض مؤشر المطالعة.
كما أكد مدير إدارة المطالعة العمومية بوزارة الشؤون الثقافية في حديثه، أن مسالة المطالعة تمثل أحد أعمدة الامن الوطني وهو ما دفع بوزارة الاشراف إلى تنفيذ عديد البرامج ضمن الخطة الوطنية للترغيب في المطالعة على غرار تنظيم الأيام الوطنية للمطالعة وتكريم الرواد الاوفياء للمكتبات العمومية وتنظيم مصيف الكتاب، كما تم في سنة 2018 تأسيس أربعة فضاءات للمطالعة لسن ما قبل الدراسة بالمكتبات العمومية وسيتم خلال سنة 2019 تأسيس 10 فضاءات أخرى مماثلة باعتمادات تقدر بـ 50 ألف دينار لكل فضاء من أجل تعميم هذه التجربة التي أثبتت نجاحها خاصة وأنها تدعم العمل القاعدي على الأطفال وتجعل من العائلة شريكا فاعلا في حفز الأطفال على القراءة والمطالعة هذا إلى جانب برمجة مشروع هام لحوسبة المكتبات العمومية عبر جمعها في واجهة بحث الكترونية موحدة تمكن القراء من المطالعة الرقمية عبر وسائل الاتصال الحديثة.
وحول برنامج هذا الملتقى أشار الرابحي أنه يتضمن عددا من الجلسات العلمية حول كيفية النهوض بجودة الخدمات بالمكتبات العمومية وحول سبل نشر ثقافة المطالعة والكتاب تتخللها بعض المداخلات التي تتمحور حول مشروع إعادة ثقافة المطالعة لدى الطفل ودور الكتبة المتنقلة في نشر المطالعة إضافة إلى دور المكتبة العمومية الموجهة لذوي الاحتياجات الخصوصية علاوة على استعراض لبعض التجارب الناجحة على غرار تجربة حوسبةالمكتبة العمومية بالمنستير مع تنظيم مائدة مستديرة حول بلورة خطة وطنية لتنشيط المكتبات العمومية والترغيب في المطالعة كما تنتظم بالتوازي مع هذا الملتقى عدة ورشات حول كيفية اعداد ميزانية المكتبات العمومية والتصرف المالي والاداري في هذه المؤسسات وحول الشراءات العمومية.
وات
