نظمت الجمعية التونسية للدراسات التاريخية بالتعاون مع مكتبة دار بن عاشور حلقة نقاش حول الموروث الحضاري والثقافي حلقة نقاش حول التراث والمورروث بين الاحياء والاندثار وذلك بمناسبة الاحتفاء بستينية المعهد الوطني للتراث.
وذكر عضو الجمعية، الباحث في التاريخ والاثار الحبيب بن يونس ان الاحتفاء بمعهد التراث انطلق منذ شهر ديسمير 2017 من خلال تنظيم سلسسلة من المحاضرات حول الحقب التاريخية والحضارية التي تعاقبت على تونس من قبل التاريخ و فجر التاريخ و الفترة الفينيقية البونية القرطاجنية والحقبة الرومانية
و تناول في جانب اخر مسالة التراث التقليدي المادي واللامادي بحضور عديد المحاضرين ، مستعرضا اهم الأبحاث المنجزة في الغرض واهمية التوعية والتحسيس بأهمية حفظ الذاكرة التاريخية والثقافية والحضارية والمعرفية لكل مجتمع.
وأشار المحاضرون الى مسالة الهوية الثقافية التي تمثل الخصوصية الحضارية لكل مجتمع وبالتالي الحلقة الواصلة بين الماضي والحاضر والمستقبل، لافتين في هذا المضمار الى تغير الذائقة المستمر بما يستجد من الوان أدبية وفنية وشعرية تساير وقع العصر وتنهل من الامس وتثري خارطة التراث الثقافي.
وسلطوا الضوء على المعطى الثقافي ودوره في انسنة الطبيعة الإنسانية بالاستناد الى العلاقة الجدلية بين الانسان والطبيعة على مر العصور وما تمخض من مخزون حضاري وموروث فكري ومعرفي وادبي وفلكلوري وعرقي واتني قد شكل كل ما هو عادات وتقاليد ومنجز حضاري وطابع ذاتي لكل قصة حضارة شهدتها تونس عبر الازمان لتختزل التراث في مفهوم الذاكرة وبوابة الاطلال على المستقبل.
وفي جانب اخر من الحوار، تباحث العديد من المشاركين في حلقة النقاش حول مكونات التراث الثقافي المبنية على المشافهة والسند المروي والمنقول والمنظوم العامي من اشعار والاشكال التعبيرية الجسدية من تمثيل ركحي وراقص.
كما تناولوا التراث المكتوب الذي مازالت شواهده منتصبة الى اليوم في تونس في انتظار مزيد التنقيب والبحث لمزيد سبر اغوار الماضي و معرفة اسرار حوار الانسان المتواصل مع كل الحضارات المتعاقبة في تونس بما توفر من مخطوطات قديمة وكتابات على الكهوف ونصوص فلسفية ودينية وتعليمية وروحانية تعلقت بكل الحقبات التارخية.
وسلطوا الضوء أيضا على شواهد التراث المبني المنتشرة عبر ارجاء كامل البلاد التونسية من زوايا وقصور ونقوش ومعمار مزخرف ومبان حفرية بربرية وابراج ومدن عتيقة ومساجد وابواب وما تم استكشافه من مواد منزلية وفلاحية وحرفية ويدوية ومواقع ومعالم اثرية واركيولوجية تفتقر الى الصيانة وتشكو الاهمال وتتطلب التدخل العاجل من السلط المعنية لانقاذها من التاكل والاندثار.

وات