نظم المعهد العالي للموسيقى بتونس يوم الجمعة لقاء خصص لتقديم الكتب التي أصدرها مخبر البحوث في الثقافة والتكنولوجيات الحديثة والتنمية التابع للمعهد في السنوات الثلاثة الماضية.

وخلال الجلسة الافتتاحية اكد رئيس جامعة تونس الحبيب سيدهم، على الأهمية التي يكتسيها المعهد كمكون من مكونات جامعة تونس ومساهمته في إثراء انشطة الجامعة.

واشار إلى حرص جامعة تونس على التمييز الإيجابي عبر تثمين الإنتاجات العلمية للمعهد ونشرها خارج حدود الوطن والتعريف بالبحوث المنجزة، وهو مؤشر على الاهتمام الذي توليه الجامعة للثقافة والتراث الثقافي عموما فهي لا تهتم فقط بالعلوم وفق تعبيره.

وثمّن إنتاجات المعهد العالي للموسيقى، مؤكدا استعداد جامعة تونس لمزيد دعمها وتشجيعها في السنوات المقبلة، وبذل كل المجهودات اللازمة حتى تأخذ الموسيقى والثقافة المكانة التي تستحقها على الساحة الوطنية.

ومن جانبه، تحدث مدير المعهد العالي للموسيقى بتونس، سمير بشة، عن أهمية البحوث التي أصدرها المخبر بالتعاون مع دار سوتيميديا للنشر، معلنا عن قرب صدور مؤلف جديد (الأسبوع المقبل) يحمل عنوان « المقامية من منظور الحداثة » الذي وصفه بالكتاب الموسوعي وهو مؤلف جماعي بالعربية والفرنسية ساهم فيه العديد من الباحثين من تونس وخارجها .

ومن بين المساهمين في تأليف هذا الكتاب نيكولا مايوس وجون دورينغ وجون لومبار دينكو فابريس ونداء بومراد ومحمود قطاط وسمير بشة وأنيس المؤدب ولمياء وفريال بوحديبة.

وتضمنت الجلسة الصباحية مجموعة من المداخلات قدمها كل من ريم الجمل صاحبة كتاب « نحو استكشاف الإيقاظ الموسيقي لدى الطفل في تونس » (بالفرنسية) وأنيس المؤدب الذي تحدث عن علم الآلات الموسيقية في مجابهة التحولات المفاهيمية لماهية الآلات الموسيقية في القرن 21 علما انه كان أصدر ضمن انشطة المخبر كتابا بعنوان « حفريات في ذاكرة الموسيقى العسكرية التونسية » .

وفي مداخلته تطرق الباحث هشام بن عمر إلى مضمون كتابه « ممارسات الإنشاد الصوفي في الطريقة العيساوية » وتحدثت الباحثة لمياء بوحديبة عن تأثير الموسيقولوجيا على المستقبل القانوني للعمل ذاته، فيما خصصت الباحثة عائشة القلالي مداخلتها لتسليط الضوء على كتابها « تجربة النقد الموسيقي في تونس ».

وشهدت الجلسة الافتتاحية أيضا تكريم عدد من الداعمين لأنشطة المعهد العالي للموسيقى وأبنائه من ذلك تكريم أنيس المؤدب بمناسبة حصوله على الصنف الرابع من الوسام الوطني للاستحقاق في القطاع الثقافي، ومحمد الغربي الذي صدر له مؤخرا عمل موسيقي يحمل عنوان « ابن الأرض » وهو عمل يرتقي إلى العالمية وفق توصيف مدير المعهد سمير بشة، كما تم تكريم الناشر رياض شنيتر مدير مؤسسة سوتيميديا للنشر الشريكة في إصدار بحوث المخبر ووكالة تونس افريقيا للأنباء تقديرا لدور المؤسسة في التعريف بمنشورات المعهد العالي للموسيقى.

ويتضمن برنامج هذا اللقاء أيضا تقديم مداخلة للدكتور محمد المصمودي حول كتابه « أنثروبولوجيا الإيقاع في المجال الواحي » الحائز على جائزة محمود قطاط للعلوم الموسيقية (2018) فضلا عن مداخلات تتعلق بالموسيقولوجيا يقدمها كل من حمدي مخلوف ونوفل بن عيسى وفريال بوحديبة.

كما يقدم بعد الظهر محمد علي يوسف مداخلة بعنوان « الموسيقى في مفترق النظريات » ويتطرق سيف الدين بوراوي الى « الاتصال الثقافي ودوره في تنمية المجال الاكاديمي التونسي ويخصص فراس الطرابلسي مداخلته للحديث عن خصائص العلوم الموسيقية التونسية من خلال قراءة في إشكالية تحليل الخطاب المقامي.

وات