تشارك وزارة الشؤون الثقافية في الأنشطة الثقافية للمعرض الوطني للكتاب التونسي الدورة 2 ببرنامج حلقات المبدعات المعاصرات وهي حلقات استشارية للتعريف بكتابات الأديبات التونسيات وتشجيعهن على الحديث في قضايا الحرية و المساواة وحقوق الإنسان و تمتد على أربع حلقات تم عقد أولاها عشية الثلاثاء 24 ديسمبر2019 بالمركز الدولي للاقتصاد الرقمي بمدينة الثقافة وكانت بعنوان  » الكتاب الرقمي وحقوق التأليف » . وقد حضرها كل منالسيدة  راضية العرقي مديرة دار الآداب و رئيس اتحاد الكتاب التونسيين الشاعر صالح الدين الحمايدي ورئيس اتحاد الناشرين التونسيين الأستاذ محمد صالح معالج والسيدة سلوى عبد الخالق مديرة بالمركز الدولي للاقتصاد الرقمي وممثلين عن هيئة مكافحة الفساد وعن مؤسسة حقوق المؤلفين وعدد كبر من الشباب الباحث عن فرص الدعم والشراكة والتعاون والتشبيك مع المؤسسات المعنية بشان الكتاب .
ومن خلال نقاش الشباب وتشخيصهم لوضع الكتاب الرقمي في تونس تبين انه يعاني من عدم متابعة القوانين والتشريعات لتطور الحاجة إليه حيث ان بعض الشباب يرغبون في بعث شركات ناشئة ويريدون عقد شراكات مع كتاب وناشرين ومؤسسات ثقافية معنية بالكتاب يصدمون بعدم وجود القوانين التي تضبط كيفية التعامل وتحديد الحقوق والواجبات حتى يجدوا فرصة للعمل ولا يهضم جانب المؤلف والناشر إذا ما أرادوا بعث منصات الكترونية للتعريف بالكتّاب وبكتبهم ونشرها وكذلك بعدم مواكبة التشريعات لهذا المجال الواعد .
يريد الشباب الذين استعرضوا تجاربهم وتدعمهم مديرة المركز الدولي للاقتصاد الرقمي السيدة سلوى عبد الخالق التعاون مع اتحاد الكتاب التونسيين ،ورئيسه لا يرى مانعا شرط ان تكون الأمور قانونية في كل نواحيها ،علما بان اتحاد الكتاب بصدد التفكير في منصة الكترونية لتقرا كتب أعضائه رقميا ويتمكن من نشرها الكترونيا خارج تونس مع المحافظة على حقوق التأليف. الأستاذ محمد صالح معالج مقتنع بأفكار الشباب ولا يرى مانعا في التعامل معهم شرط عدم الخروج عن القانون وضمان حق الجميع علما بأنه اختار في دار كلمة للنشر والتوزيع مجموعة من الشباب يعملون معه على النشر الرقمي وعلى مزيد بلورة مشروعه الجديد في  » الواقع المعزز » والذي يتمثل في استعمال تطبيقة بالهاتف الجوال تمكن الطفل من الاستماع إلى القصة ومشاهدة رسومها على الهاتف.. مشروع جديد دخلته الدار حديثا وعرضت نموذجا منه في جناحها بالمعرض الوطني للكتاب في دورته لثانية وهو يتعامل مع الشباب المختص في هذا المجال ويشجهم على المبادرة . هناك موضوع ثان يتعرض له الشباب عند التفكير في بعث المنصات الالكترونية الخاصة بالكتب التونسية وكتب الأطفال خاصة وهي المحتوى فقد لاحظ احد المتدخلين انه كثرا ما يجد كتب أطفال بنفس المحتوى الذي لا يتجدد ولا يواكب مشاغل وخصوصيات العصر وانه أحيانا يجد في دور نشر مختلفة كتبا طالعها والداه و جده دون ان تحين. وهذا لا يشجع على رقمنتها لان تسويقها لاحقا يكون صعبا . بالنسبة للسيدة راضية العرقي فان الوزارة تولي أهمية كبرى للكتاب الورقي وتعمل على اقتنائه و توزيعه أما بالنسبة للكتاب الرقمي فالقانون إذا صدر فسيفتح نافذة تخول اقتناء الكتاب الرقمي وربما توزيعه وتسويقه.
يذكر ان وزارة الشؤون الثقافية بصدد إعداد منصة الكترونية للتعريف بانتاجات الكاتبات التونسيات مجانا وكلهن دون استثناء وقد تفاجأ المشتغلون على هذه المنصة بكثرة الأسماء وهو ما أخّر تفعيلها . كما سيتم تناول كتابات الصحفيات التونسيات في مجال الثقافة لجمعها وسيتم تمتيعهن بمنصة الكترونية خاصة بهن وبكتاباتهن .
ثاني حلقات المبدعات المعاصرات ستكون غدا انطلاقا من الساعة الثالثة بعد الظهر وبعنوان « في إرادة الحياة ومقاومة العنف والفساد  » بالمركز الدولي للاقتصاد الرقمي بمدينة الثقافة.