علّق الناشرون التونسيون آمالا كبيرة على تنامي مبيعات الكتاب في المعرض الوطني للكتاب التونسي في دورته الثالثة التي افتتحت مساء اليوم الخميس وتتواصل حتى يوم 27 جوان الحالي بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.

هذه التظاهرة التي تُعنى بصناعة الكتاب والنشر هي الأولى منذ بداية انتشار جائحة كورونا في البلاد (مارس 2020)، اعتبرها عدد من الناشرين « بصيص أمل لاستعادة نسق بيع الكتاب وترويجه بعد أن عرف ركودا في عدد المبيعات رغم تواصل فعل الكتابة أثناء الجائحة.
ولم يُخف الناشرون تخوّفهم من انعكاس الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وتدني المقدرة الشرائية للمواطن على مبيعات الكتاب التونسي، لذلك عمِل جلّهم على تخصيص تخفيضات وصلت في بعض الأجنحة إلى 50 بالمائة، وهي بادرة لاستقطاب الحرفاء.
وسجّلت الدورة الثالثة للمعرض الوطني للكتاب التونسي التي تحمل اسم المفكر والمؤرخ الراحل هشام جعيّط، مشاركة ما لا يقلّ عن 65 ناشرا ركّزوا أجنحتهم في البهو الرئيسي لمدينة الثقافة. أما الكتب المعروضة، فهي متنوعة وتراوحت بين الروايات والكتب الجامعية والبحوث العلمية والكتب الفقهية والدينية والمؤلفات التاريخية والدراسات السوسيولوجية وكتب الطبخ والكُتيبات التعليمية الموجهة لأطفال المدارس الابتدائية.
وأعطى يوسف بن إبراهيم، رئيس ديوان وزير الشؤون الثقافية، إشارة افتتاح هذه الدورة، بحضور مجموعة من الكتّاب وعدد من الشخصيات الثقافية والسياسية والإعلامية.
وقال يوسف بن إبراهيم في كلمته إن هذه الدورة تعتبر تحدّيا لأنها تقام في ظرف صحي صعب وتمّ الإعداد لها في آجال قياسية. وأكد أن « إيمان الوزارة راسخ بأهمية الكتاب في التنمية البشرية وتحصيل الفكر والوعي الإنساني »، مضيفا أن هذا المعرض هو دعم لصناعة الكتاب وتمكين الفاعلين في هذا القطاع للترويج لإصداراتهم وإبداعاتهم.
وتحدّث مدير المعرض محمد المي بدوره عن سعي المنظمين إلى تنويع فقرات المعرض، رغم المدة الزمنية القياسية للإعداد لهذه الدورة التي تحلّ فيها ولاية صفاقس ضيف شرف، مبرزا أن هذه الدورة تتوفّر فيها برمجة ثقافية متنوعة تجمع بين الندوات الفكرية والقراءات الشعرية والتكريمات والشهادات ذات الصلة بالتجارب.
وعبّر رئيس اتحاد الناشرين التونسيين محمد رياض بن عبد الرزّاق في كلمته، عن أمله في أن يلقى الكتاب التونسي رواجًا كبيرا لدى التونسيين، لافتا إلى أن « وضع صناعة الكتاب تقهقر بسبب الأزمة الصحية العالمية ».
أمّا رئيس اتحاد الكتاب التونسيين صلاح الدين الحمادي، فقد وصف هذه التظاهرة بالمهمة للكتّاب وللناشرين والقرّاء، قائلا إنها مناسبة لتكريم الكتّاب التونسيين وإعلاء شأن الكتاب التونسي. ودعا عموم التونسيين وخاصّة رجالات السياسة إلى الإقبال على اقتناء الكتاب وتشجيع الكتّاب.
وكرّمت الهيئة المديرة لهذه لدورة الثالثة للمعرض الوطني للكتاب التونسي عددأ من أعلام الفكر والأدب والثقافة بالإضافة إلى عدد من المديرين لمؤسسات ثقافية.

وات