البث الحي

الاخبار : متفرقات

668_334_1464936147

المسلك السياحي لمدينة تستور .. ثراء تراثي وطبيعي وعراقيل متعددة

تعلق مدينة تستور آمالا عريضة على تراثها التاريخي وثروتها الطبيعية لدخول قائمة المدن المزدهرة ثقافيا وسياحيا. الا أن الطموح لا يزال معطلا بسبب قلة الموارد المالية الذاتية وانصراف اهتمام السلط الحكومية عن المنطقة فيبقى الطموح الكبير معلقا وتواصل المدينة نشاطا مألوفا في تظاهرات دورية بعضها معروف وطنيا ودوليا دون تحقيق منظومة سياحية ثقافية حول مسلك خاص وبنية تحتية تنجز لها القفزة النوعية التي تنظرها.
الحديث عن مسلك سياحي ثقافي وطبيعي يثير الحماس لدى أهل تستور وزوارها والمسؤولين الجهويين عن المعالم الاثرية والثروة التراثية والطبيعية فيها ويبدو المشروع رائعا وقد خطته نخبة من أهل المدينة مجتمعين خاصة في جمعية صيانة تراثها وإطارات جهوية في مجال السياحة والثقافة لكنه ظل مشروعاوحبرا على ورق فلم تعتمده وزارتا الثقافة والسياحة ولم تخصص له الاعتمادات المطلوبة سحب تأكيد رئيس الجمعية رشيد سوسي.

مميزات تراثية وطبيعية
المشروع المثالي الذي مدنا به رئيس الجمعية يفتح أفاقا هائلة للسياحة والترفيه ويمكن أن يحول المدينة الى منطقة سياحية نموذجية بمكوناته الأساسية وهي المدينة العتيقة وما تحويه من المعالم الدينية والتراثية الإسلامية واليهودية ولا سيما الجامع الكبير ذي الخصائص الاندلسية الموريسكية العائد الى سنة 1627 ومنزل الفنانة الشهيرة « حبيبة مسيكة » المسماة أيضا دار الثقافة إبراهيم الرياحي ومقام « الربي الفراجي » وال113 دكان ومخرن المروثة عن الحرفين والتجار المرحلين من الاندلس إثر سقوط الدولة الاندلسية في القرن الخامس عشرة.
تستور من المدن التونسية الفريدة في المزاوجة بين التراثين الإسلامي واليهودي وبين المعالم الاسلامية والرومانية القديمة إذ يحمل جامعها الكبير نجوم داوود اليهودية على صومعته ويرتفع هذا الجامع على أعمدة رومانية وتوجد « حارة » السكن اليهودية وسط المدينة العتيقة بينما يوجد مقام أحد قديسيهمغير بعيد عن المعالم الاسلامية مما يؤهلها الى جلب المهتمين من مختلف العقائد والميولات الثقافية.
ويمكن للمسلك السياحي، حسب وثيقة لجمعية صيانة المدينة، أن يشمل محلات الصناعات التقليدية من نسيج وخشب وفخار وحديد وألياف نباتية وفضاءات إيكولوجية حول المدينة أهمها سد سيدي سالم والجبال والبساتين والجنان ومناطق الصيد البري والارجوحة المعلقة على مسافة تناهز المائة متر فوق وادي مجردة وغار « كريز ».
ومن مواطن ثراء التراث الباجي تنوع المأكولات التقليدية وتعدد الاندلسية الحلوة منها والمالحة والممزوجة والتي نجحت عائلات بالجهة ومطاعم سياحية في الحفاظ عليها وتطويرها بالاعتماد على فن الطبخ العصري حتى يمكنها شد أذواق الزائرين والجمع بين متع العين والفكر والذوق والروح.
أما التظاهرات الثقافية التي تتمسك مدينة تستور بإقامتها منذ عقود أو التي لا تزال في مرحلة التجربة فأهمها المهرجان الدولي للمالوف والموسيقى التقليدية العربية (جويلية) ومهرجان الرمان الذي انتظمت منه حتى الان دورتان ناجحتان (آخر أكتوبر) مصحوب بمراطون الرمان ومهرجان الزهر (أفريل) وزردة سيدي علي العريان وزردة سيدي نصر القرواشي والاحتفال بشهر التراث (أفريل وماي) ومهرجان الطفل ويوم رأس السنة الاعجمية (كل يوم 14 جانفي) وايام التنمية الفلاحية.

ضعف الموارد الذاتية وانصراف الاهتمام الحكومي
يعدد رئيس جمعية صيانة مدينة تستور العراقيل التي تقف أمام إنجاز مشروع مسلك سياحي متكامل ويركز بنوع من المرارة على نقطة البداية فيه وهي فضاء استقبال على موقع أثري إسلامي في نقطة هامة بين مختلف معالم المدينة العتيقة كان يفترض أن يشرع في توسيعه وترميمه منذ سنة 2009 ولم ينجز حتى الان سوى قرابة 20 بالمائة منه بينما  » ذهبت مئات آلاف الدينارات المخصصة له سدى وفي غير موضعها ».
وفي « غياب الاهتمام من قبل السلط والاعتمادات المالية العمومية وضعف الموارد الذاتية  » لنسيج المجتمع المدني المعني بالتراث والثقافة من ذلك أن ميزانية جمعية الصيانة لا تتجاوز ثلاثة آلاف دينار سنويا تجمع من التبرعات الشخصية، تتواصل حالة التدهور المعماري لعشرات البنيات والمعالم التاريخية وهي تمس جزئيا أو كليا معظم المواقع وتظل أخرى مغمورة ومطمورة بالاتربة والغبار.
وبسبب ضعف التسيير البلدي في السنوات الأخيرة وتراجع خدمات ديوان السياحة يبقى النشاط السياحي مشوها بمشاكل الانتصاب الفوضوي وتآكل تعبيد الطرقات الفرعية والساحات وفرشها بالمربعات وضعف التنوير وانتشار الملوثات كما تعاني ضفاف مجردة من تراكم الفضلات بينما تفتقر المدينة لنزل قادرة على استيعاب عدد هام من السياح وما هو موجود حاليا لا يتجاوز نزلا وحيدا ودارا صغيرة للضيافة لا يتسع كل منهما الا لقرابة ثمانية أشخاص.
يزور مدينة تستور قرابة مائة ألف سائح من الداخل والخارج سنويا قسم منهم عابرين الى مناطق أخرى ولكن المدينة لم تتمكن في التوسع في تقاليدها السياحية وتكوين حركية دائمة رغم مخزونها التراثي والطبيعي الزاخر بل تواصل العيش على أنساق رتيبة وبطموحات « يعرقلها التردد والخلاف الشخصية » في الجمعيات وضعف الإمكانات ومضي البرامج الحكومية الى إعطاء الأولوية الى مناطق تبدو أكثر أهمية بالنسبة الى أصحاب القرار.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو