افتتح بفضاء دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة معرض فني جماعي لإنتاجات أساتذة وطلبة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير.
ويسجل هذا المعرض الذي يتواصل إلى غاية يوم 25 فيفري الحالي، خروج المؤسسة لأول مرة خارج أسوارها والنزول من ربوة سيدي بوسعيد بالضاحية الشمالية إلى وسط العاصمة سعيا لتقديم معرض فني والانفتاح على محيطها والاقتراب من الجمهور الواسع بحسب ما أفادت به الأستاذة وداد المليتي المختصة في الفن التشكيلي والتي تتصدر إحدى لوحاتها الفنية فضاء العرض.
قد يخيل لزائر هذا المعرض أنه سيكون أمام لوحات تشبه تصاميم البناءات نظرا لاختصاص أصحابها في الهندسة والتعمير، إلا أن الواقع مغاير لذلك، فلئن وشحت جدران دار الثقافة ابن رشيق بعدد ضئيل من التصاميم الخارجية جسدت قصر بلدية سيدي بوسعيد، وعدد من الأشكال الفنية والمجسمات المصنوعة من مادة الخشب والمعدن والورق المقوى والقماش، فإن أغلب اللوحات المعروضة توزعت بين الصور الفوتوغرافية واللوحات الفنية التشكيلية للأساتذة وطلبة السنتين الأولى والثانية.
وتم استعمال تقنيات رسم مختلفة راوحت بين استعمال قلم الرصاص وقلم « الرابيدو » والرسوم الزيتية والألوان المائية (اكوارال).
وإلى جانب أعمال الطلبة تؤثث المعرض 24 لوحة فنية للأساتذة، بريشة كل من الأستاذة نورة المزوغي وهالة النيفر وسهام الجندوبي وسنية الرياحي وفادية لحمر وآمال سكينة الشريف وبثينة بوزيد ووداد المليتي والأستاذ منصف نوار.
واختار المشاركون في هذا المعرض الجماعي التعبير الحر عما يخالجهم من مشاعر وأحاسيس فحضرت الطبيعية بألوانها الخصبة، كما حضرت مشاهد من تونس العاصمة تحمل حنينا إلى الماضي الجميل، وأخرى تجسد جزيرة قرقنة ومدينة القيروان بتراثها المعماري الضارب في القدم، ولم تغب ضاحية سيدي بوسعيد بمميزاتها المعمارية ولا التعبير عن الجسد بمختلف تركيبته وتجلياته.
وأوضحت نجلاء العلاني مديرة المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير أن عددا من هذه الأعمال الفنية تم إنجازها في إطار ورشات للفن التشكيلي والهندسة المعمارية، وأخرى هي نتاج زيارات عمل إلى عدد من الجهات الداخلية ( منها جزيرة قرقنة ومدينة القيروان).