البث الحي

الاخبار : سينما

11933455_1678158179132698_4814265035050615091_n-640x330

المخرج محمد زرن : »ليليا بنت تونسية طرح مغاير لقضية الجسد ومراهنة على التجديد في السينما  »

  بعيدا عن سينما الشارع التي ميزت أفلام  السيدة   1996  و  زرزيس   2009  و ديقاج   2012   اختار المخرج محمد زرن التصوير داخل الفضاءات المغلقة هذه المرة في فيلمه الجديد  ليليا بنت تونسية  الذى طرح فيه مسالة الجسد  بطريقة فنية مغايرة   الجسد كفكر لا كبضاعة قد يفاجأ المتفرج في هذا العمل السينمائي الجديد سلبا أو ايجابا  خاصة وأن التجربة تبدو مختلفة عن تجارب محمد زرن السابقة  فهي تجربة تتضمن تجديدا في اللغة السينمائية  حسب المخرج  وتتميز بحرية كبيرة في تناول الموضوع عن هذا العمل الجديد يقول محمد زرن    هي تجربة خارجة عن المعتاد  وأعتقد أنه لا بد من التجديد في السينما   مبينا في تصريح ل  وات  أنه راهن على هذا العمل  رغبة في خوض تجربة جديدة ومغايرة لتجاربه السابقة  أراد كسب رهانها  كما راهن على اشراك ممثلين غير معروفين وفي ذلك  الكثير من التحدى والجرأة  في تقديره وقال انه سعى في هذا الشريط الى  تناول مسالة الجسد في رمزيته دون ابتذال وعن تقطع بعض الاحداث في السيناريو  بين محمد زرن أن  ذلك أمر مقصود   معتبرا أنه لا مجال اليوم للتعامل مع المتفرج كمجرد متلقي بل لابد من اعمال الفكر والتفاعل مع أحداث الفيلم  لافتا في هذا الصدد الى أن كتابة السيناريو وطريقة سرد الاحداث  فيها تجديد أيضا وهي نتيجة بحث ومخبر تجارب راوح فيها المخرج  بين الروائي والوثائقي فيلم  ليليا بنت تونسية  أراد من خلاله المخرج  بلوغ  درجة عالية من الحرية لتكسير كل القيود  سواء من حيث كتابة السيناريو أو المونتاج أو الاخراج   وذلك  رغبة في تحقيق الانعتاق والتحرر   تحرر الفكر والجسد  هذا الجسد الذى يقول عنه الفيلسوف سبينوزا  نحن جاهلون بقدراته بطل الفيلم  الممثل المسرحي والشاعر  عبد القادر بن سعيد  اعتبر من جانبه أن هذا العمل الجديد  يحتمل عدة قراءات ويدعو المشاهد الى التفكير  بشكل مغاير للسائد والمالوف  فهو يحمل نظرة فلسفية للجسد وأضاف هذا الممثل الذى تقمص دور  محسن  أستاذ الفلسفة في الفيلم  أن قبوله هذا الدور السينمائي نابع من ايمانه بضرورة المساهمة في تغيير بعض العقليات في المجتمع  داعيا الى تغيير بيداغوجيا التدريس  وإعادة النظر في علاقة الاستاذ المربي والتلاميذ والطلبة  مشددا على أهمية أن تكون علاقة أفقية تتواصل حتى خارج المؤسسات التعليمية وبين أن الفيلم يدعو الى رفض استعباد الرجل للمرأة  والى عدم اعتبارها جسدا بلا فكر  معبرا عن اعتزازه بالمرأة التونسية التي كانت في الصف الامامي اثر ثورة 2011 دفاعا عن حريتها وعن حقوقها ومدافعة عن مكاسبها التي جاءت نتيجة نضالات أجيال ولئن كانت البطلة  ليليا   سمر المطوسي  مفتخرة بجمال جسدها واستعملته أداة للإغراء حينا وللتعبير عن انعتاقها وتحررها حينا اخر  فقد كان الجسد بالنسبة ل  سميرة     الممثلة الشابة ملكة التواتي  الفتاة المدللة والجشعة وسيلة للاعتداء على الاخر والضرب ومحاولة نيل الحقوق عنوة  حيث حاولت قتل  ليليا  زوجة أبيها إلا أنها أصابت والدها عن طريق الخطأ فأردته قتيلا فيلم  ليليا بنت تونسية  أنتجته مؤسسة  سانغو فيلم   بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث  وقدم عرضه العالمي الاول في مهرجان المخرجين العالميين في لندن  خلال شهر مارس المنقضي  حيث توج عبد القادر بن سعيد بجائزة أحسن ممثل وقد تم تقديم هذا العمل  ظهر اليوم في عرض خاص بالصحفيين بمقر المعهد الفرنسي بتونس العاصمة  بحضور المخرج وعدد من الممثلين  علما أنه سيقدم للجمهور في مختلف قاعات السينما في تونس الكبرى ومنزل بورقيبة ونابل ابتداء من مساء اليوم  لتتواصل العروض على امتداد الاسابيع المقبلة ويروى هذا الشريط الذى يستغرق ساعة و25 دقيقة  قصة فتاة تبلغ 18 ربيعا  وتدرس في الباكالوريا  تعيش مع أمها الارملة  التي تعرفت على شاب وتستعد للارتباط به الا أن غرور البنت جعلها تستغل جمالها الاخاذ رغبة في الايقاع بالرجل الوسيم  وتتداخل الاحداث فتقتل الام حبيبها وتنتحر  وتبدأ الفتاة حياة أخرى لكنها تبقى مثقلة بالهموم والهواجس رغم اكمال دراستها في اختصاص الفنون الجميلة  وزواجها من رجل ثرى الا أنها تبقى حبيسة الاحساس  بالوحدة  وتحاول ايجاد توازن من خلال مواصلة علاقتها بأصدقاء الدراسة وأستاذ الفلسفة  محسن   علاقات لا تروق للزوج ولا لابنته من زواج سابق فيقتل الزوج في حادث قبل أن يظهر من جديد ذلك الشاب الوسيم خطيب أم ليليا  الذى تبين أنه لم يمت ولكن رغم أهمية الفكرة وجمالية الصورة  فان طريقة التناول وغياب التناسق البنائي لاجزاء العمل  قد يحول دون ابلاغ الخطاب الذى أراد المخرج ايصاله للمتفرج وتبقى درجة يقظة الجمهور والمامه بخفايا هذه  التجربة السينمائية الجديدة   وتفاعله معها  هو المحدد لمدى نجاح محمد زرن في كسب رهان هذا العمل الجديد .

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو