البث الحي

الاخبار : سينما

36_1452336226_6281

المخرجة الفلسطينية مي مصري توثق المعاناة داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي في فيلم روائي

قدمت المخرجة الفلسطينية مي المصري فيلمها الروائي الطويل الأول « 3000 ليلة »، خلال افتتاح الدورة الثالثة لتظاهرة « أسبوع آفاق السينمائي 2016″ الذي انطلق مساء الأربعاء بقاعة سينمدار ويتواصل إلى غاية مطلع جوان القادم.

ويصور الشريط على امتداد 103 دقائق مأساة السجينات الفلسطينيات في معتقلات سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك من خلال شخصية ليال وهي مدرسة فلسطينية متزوجة حديثا، وحكمت بثمانية أعوام بعد أن لفقت لها المحكمة تهما كيدية. تضع ليال مولودا داخل السجن ويضغط عليها للتجسس على الأسيرات الفلسطينيات، لكنها تستمر في رفض هذا الطلب، وتلتحق برفيقاتها في إضرابهن عن الطعام كشكل تصعيدي للنضال ضد الظروف اللاإنسانية داخل السجن.

وتكمن طرافة الفيلم من حيث الخصائص الفنية المميزة له، وتبرزها المخرجة مي المصري في الصورة السينمائية التي قدمتها، والتي انبنت على متناقضين اثنين هما ثنائية الضوء والظلمة في آن واحد، وقد شكلتهما النوافذ والممرات داخل السجن، لتبرز البعد النضالي للمرأة الفلسطينية داخل سجون الاحتلال من ناحية، ومن ناحية أخرى لتسلط الضوء على أحد أشكال التعذيب الذي تتعرض إليه الأسيرات وهو التعذيب النفسي.

كما لعبت الصورة القائمة على ثنائية الضوء والظلمة دلالات أخرى في الفيلم: فإلى جانب إبراز مأساة الأسيرات التي ترمز إليها الظلمة والضوء الذي يبعث على الأمل في التحرر والحياة، بدت الصورة وكأنها مستخرجة من الأرشيف وهي تستعرض قصص الأسيرات في المعتقل عام 1980، حتى خيل لمن في القاعة أن الصورة حقيقية وأن الأحداث نقلت مباشرة من قلب سجون الاحتلال وليست دراما سينمائية.

وتجلى تركيز صاحبة فيلم « 3000 ليلة » على تقنية الصورة من خلال المشاهد المصورة في حد ذاتها، حيث غابت المشاهد العامة عن الفيلم، أو اللقطات البعيدة كما يصطلح تسميتها في السينما، واقتصرت على المشاهد القريبة حتى تكون مقاصدها وفية لمعاني السجن ورمزيته.

وبالنسبة إلى القضايا المطروحة في الفيلم، وإن بدت بديهية من خلال تسليط الضوء على معاناة الأسيرات الفلسطينيات، فإن أسلوب استعراض هذه القضايا كان مغايرا للأنماط الكلاسيكية والمألوفة، إذ تجنبت المخرجة مي المصري كل ما هو سائد في تصوير السجون من مشاهد للعنف والدماء، لتطرح جانبا آخر للعنف في السجون وهو العنف الرمزي.

ولم تغفل مي المصري من خلال هذا الفيلم الذي أدت بطولته كل من ميساء عبد الهادي في دور ليال ونادرة عمران ورائدة أدون وكريم صالح وركين سعد وعبير حداد وهيفاء الآغا، عن إبراز معاناة الفلسطينيين في الأراضي المحتلة خارج السجون، وهو وضع لا يختلف عن أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال.

وكان هذا الفيلم الروائي الذي أنتج سنة 2015، حاز على جوائز عالمية من ضمنها جائزة لجنة التحكيم الشبابية في المهرجان الدولي للفيلم ومنتدى حقوق الإنسان في جينيف بسويسرا وجائزة الجمهور في مهرجان بلدوليد السينمائي بأسبانيا وجائزة الجمهور في مهرجان الفيلم الأول الدولي 2016 في أنوناي بفرنسا.

وتجدر الإشارة إلى أن الدورة الأولى لأسبوع آفاق للسينما العربية أقيمت في بيروت سنة 2014، واستضافت القاهرة الدورة الثانية سنة 2015.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو