اهتمت المجلة الثقافية « تراث وإبداع » في عددها الأخير، الصادر عن الجمعية التونسية لصيانة المتاحف والمواقع الأثرية « تراث »، بخصوصيات الجنوب التونسي الزاخرة بالمعالم الأثرية والثرية بتراثها اللامادي.
وفي هذا الصدد تم التطرق في إحدى أركان المجلة إلى دراسات علمية أشرف عليها ثلة من الباحثين الجامعيين ، وتثبت هذه الدراسات تواصل تواجد الإنسان بربوع الجنوب بداية من فترة ما قبل التاريخ ومرورا بالعصور القديمة والعصور الوسطى بالإضافة إلى تأقلم سكان الجنوب مع المناخ الصحراوي الصعب والتضاريس الصحراوية، وذلك اعتمادا على التواصل الحضاري والمعرفي.
وثمن محتوى المجلة الصادرة باللغتين العربية والفرنسية، خصوصيات الجنوب التونسي الذي يتميز بمعمار هندسي أصيل علاوة على الواحات التي تحمل في طياتها حضارة ثرية ومتنوعة، فقد كانت موطنا لاستقرار الإنسان الأول، كما تم التطرق إلى نمط عيش سكان الجنوب التونسي فضلا عن تميزهم واهتمامهم بمجالات عديدة من بينها الفنون والتقاليد والحرف والمعمار والمهارات المحفوظة في الذاكرة الجماعية.
وطرح هذا العدد أيضا مسألة حماية التراث الثقافي المادي و اللامادي بالجنوب التونسي ، كمسألة في طور الدراسة والجرد والتثمين تستوجب خلق مشاريع توافقية تضمن تثمين التراث الثقافي وإدماجه في الدورة الاقتصادية، وذلك بتضافر الجهود من جميع الأطراف المتدخلة على غرار المسؤولين بالجهة والوزارات المعنية والمستثمرين الخواص.
واهتم الركن الجديد للمجلة الذي يحمل عنوان « الحدث »، بتقديم بعض الندوات والتظاهرات الثقافية والتراثية علاوة على تحليل مهام مؤسسة « أليف » الدولية التي تعنى بتمويل أشغال صيانة التراث في مناطق النزاع.
وتناول هذا الركن كذلك استعراض أعمال الفنان التونسي الراحل عبد العزيز ال?رجي الذي يعتبر من أحد روّاد حركة الفنّ التشكيلي بتونس وأحد أعلام جماعة مدرسة تونس لفنّ الرّسم، فضلا عن التطرق لمسائل متنوعة تتعلق بدور الوسطاء الثقافيين في الترويج لمعالم القصور بالجنوب علاوة على مسألة الجباية في المجال الثقافي.
واختتمت مجلة « تراث وابداع » جزئها الأخير بالحديث عن دورالمجتمع المدني في المحافظة على مدينة غدامس الليبية الأثرية التي تتميز هندستها المنزلية بتوزيعها الوظائف المختلفة على مختلف الطبقات وهي الطبقة الأرضية لتخزين المؤونة، والطبقة العائلية التي تشرف على ممرات مسقوفة مموهة تسمح بتنقل تحت الأرض تقريبًا في المدينة وشرفات مكشوفة مخصصة للنساء.
