البث الحي

الاخبار : سينما

7699d8a6-8e9d-4c2f-8d3c-ae5f0fc2bd29

الفيلم السوري « مسافرو الحرب »: رحلة من لا يريدون الحرب

جدد المخرج السوري جود سعيد مشاركته في أيام قرطاج السينمائية للمرة الرابعة حيث يصافح جمهور هذا المهرجان العريق. وقدم العرض العالمي الأول لفيلمه « مسافرو الحرب » الليلة الماضية بقاعة الكوليزي بالعاصمة، وذلك ضمن عروض مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
ويتتبع مخرج الفيلم في 108 دقيقة حكاية سوريين « يلهثون وراء أحلامهم المشتهاة، صانعين الفرح والحب في أتون الحرب الدائرة هناك، وذلك عبر قصة بهاء (أيمن زيدان) التي بدأت من حلب ». ويؤدي أيمن زيدان بطولة الفيلم بمشاركة كل من لجين إسماعيل ولينا حوارنة وحسين عباس ولمى الحكيم وطارق عبدو وكرم الشعراني وسوزان الوز.
قد يتبادر إلى ذهن المتفرج، انطلاقا من العنوان « مسافرو الحرب »، أن الأحداث ستكون دموية مأساوية في ظاهرها، لكن ما إن يبدأ الفيلم، حتى يكتشف المتفرج أن الأسلوب المعتمد مغاير لسيرورة الأحداث، تعمد المخرج صياغتها بطريقة ساخرة قصد الإضحاك والتحرر من قسوة الواقع وبشاعة الحرب التي استعار منها بعض المشاهد كالدمار الذي لحق بالمباني وانقطاع الماء والكهرباء، ليؤسس حياة جديدة قائمة على الحلم والحب.
ومسافرو الحرب في الفيلم نوعان: الأول سفر اختياري على غرار شخصية بهاء وهو موظف متقاعد قرر العودة من حلب إلى مسقط رأسه في الريف، للعمل على تحقيق حلمه في بعث مشروع لتربية الأسماك. أما النوع الثاني من السفر فهو إجباري بما أن عددا من شخصيات الفيلم هاربة من هول الحرب، وكلا النوعين يشتركان في التحرر من الواقع بدافع التأسيس لحياة جديدة.
ويؤسس المخرج في رحلة الشخصيات عقدا اجتماعيا فيما بينها، وفق منطق الحسابات والمصالح الضيقة. فالشخصيات مختلفة : فيها الخائن الذي لا يبحث إلا عن الخلاص لنفسه، والوطني الذي يعمل من أجل خلاص جماعي. ويعاد في كل مرة صياغة هذا العقد الاجتماعي بناء على تغيّر المصالح.
ويقدم الفيلم مفهوما جديدا لمصطلحي « الموت » و »الحياة »، فهو يعتقد أن الموت لا يقتصر على النهاية البيولوجية للإنسان، بل الموت يتجسد أيضا في اليأس والخوف والإحباط، ويرى المخرج أن الحلم والحب من علامات المقاومة والتشبث بالحياة، لذلك ينبغي إقامة روابط متينة بين أفراد المجتمع سماتها الحب والفرح والأمل والحلم من أجل الحياة في واقع قاس.
ولم تقتصر الرحلة في شريط « مسافرو الحرب » على شخصيات الفيلم فحسب، بل حملت معها المتفرج أيضا، فالحلم أنسى الشخصيات آثار الحرب ومخلفاتها المدمرة. أمّا بالنسبة إلى المتفرج، فقد أخذه الفيلم إلى عالم الفرح انطلاقا من أسلوب الإضحاك، رغم ما تضمنه الفيلم من مشاهد خراب.
ينتهي الفيلم بمشهد تراجيدي تمثل في مقتل الشخصية البطلة والحالمة، ومنه استيقظ الجميع من حلم جميل على واقع الحرب والموت.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو