قالت الفنانة الكوريغرافية سيرين الدوس إن الرقص المعاصر في تونس مازال غير راسخ في تقاليد المهرجانات الصيفية والتظاهرات الثقافية، وتعترضه صعوبات عديدة.

وأكدت في ندوة صحفية عقدت يوم الاثنين 16 جويلية بالعاصمة لتسليط الضوء على عملها « زواز »، على ضرورة تحسيس الجمهور بأهمية العروض الكوريغرافية نضرا لما تحمله من بحث وتجربة وكتابة فنية قوامها الجسد، مضيفة أن التعاون مع وزارة الشؤون الثقافية وكذلك أيام قرطاج الكوريغرافية وعديد المهرجانات ذات الصلة، سيثمر بناء الرقص المعاصر في تونس.

وعبّرت عن تفاؤلها بمستقبل أفضل للرقص في ظل تأسيس بالي تونس بمدينة الثقافة، سيتعزّز بقانون الفنان والمهن الفنية الذي « نأمل أن يرى النور قريبا ».

وتحدّثت الدوس عن تجربتها في الكوريغرافيا بفرنسا، قائلة أن الصعوبات قائمة هناك أيضا وليست حكرا على تونس فحسب. وبيّنت أن تجربتها بفرنسا كانت دون المأمول بالنسبة إليها، ولذلك قرّرت العودة إلى تونس والعمل هنا. وعبّرت عن سعادتها بعودتها إلى تونس بعد الثورة التي أتاحت لها حرية التعبير للعمل ونشر الرقص المعاصر من خلال تأسيس جمعية اختارت لها اسم « حيّوا الرقص » وجعلت أهدافها موجهة نحو التكوين بالأساس.

وقدّمت سيرين عملها « زواز » وهو عرض من أدائها رفقة الراقصة هدى الرياحي، ويدوم 60 دقيقة، رسمت خلاله الراقصتان حالات الصراع والتخبط التي يعيشها الإنسان مع ذاته أو في علاقته بالآخر، ولكن هذه العلاقة بين الإنسان والذات والإنسان والإنسان هي علاقة متذبذبة يسودها الاتصال تارة والانفصال طورا توقا إلى الحرية والعدالة.

ويمجّد هذا العمل الكوريغرافي قيمة الحياة ويعلي من شأنها، فقد « استماتت » سيرين الدوس من خلال لوحات العرض التعبيرية، في الدفاع عن حق الإنسان في الوجود والعيش بحرية وسلام في بيئة مجردة من أشكال الظلم والعنف والإقصاء.

وسيتم تقديم هذا العرض يوم 19 جويلية الحالي بفضاء مدار قرطاج ضمن البرمجة الموازية للدورة 54 لمهرجان قرطاج الدولي تكريما لروح فقيدة المسرح « رجاء بن عمار ».

وسيرين الدوس هي راقصة ومصممة كوريغرافيا تونسية، انتقلت إلى فرنسا سنة 2002، حيث تلقت تكوينا أكاديميا في الرقص. وقدمت سنة 2012 عرضا منفردا بعنوان « 1000 بشرة »، كما شاركت في عديد الأعمال الكوريغرافية أهمها « خلاصة » لنوال السكندراني، وأخرجت سنة 2015 عملا بعنوان « من حياة لأخرى ».

وات