البث الحي

الاخبار : الاخبار

34707588_1899291383415645_4544003913732325376_n (1)

الفاضل و آمنة الجزيري يقدمان « الحب زمن الحرب »

الحب » و »الحرب » مصطلحان متناقضان في المفهوم والدلالة، فالمصطلح الأول يحيل على قيم الجمال والحياة والسلام، أما الثاني فيخلّف الدمار والموت. وانطلاقا من هذه المفارقة العجيبة، جمع المخرج الفاضل الجزيري بين هذين المصطلحين في عمل ميلودرامي أي مسرحي موسيقي يحمل عنوان « الحب زمن الحرب »، تمّ تقديم عرضه الأول الليلة الماضية بالمسرح البلدي بالعاصمة.
وأدّت الفنانة آمنة الجزيري بإتقان دور الشخصية المحورية للعرض غناءً وتمثيلاً، وهذه الشخصية اسمها زينة حاصلة على شهادة جامعية من معهد موسيقي، لكن البطالة دفعتها للعمل مغنية في ملهى ليلي حيث وقع في حبها طبيب جرّاح يدعى جميل ويتزوجان. ومع مرور الأيام يسافر جميل زمن الحرب لمعالجة الجرحى وتظل زينة تغني في الملهى الليلي وهي حامل تنتظر بشوق عودته.
ولتصوير عمق المأساة التي أحاطت بزينة والمشاعر المتناقضة بين ويلات الحرب ومشاعر الحب، اختار الفاضل الجزيري جوقا متكونا من ثمانية عناصر هم علاء الدين بن فقيرة على البيانو وسامي الدخلاوي على الكمنجة وسمير الرصايصي على الآلتو (كمنجة متوسطة)، وكذلك عازف السكسوفون رياض الصغير وعازف القيتار صالح تبسي وراغب ورقلي على الباص ونصر الدين شلبي على الآلات الإيقاعية بالإضافة إلى وجد بلحسن على الطبل.
وأعادت المجموعة المكونة للعرض إعادة توزيع عدد من الأغاني التراثية منها « تكويت وما قلت أحيت » لبلبل الخضراء الفنان علي الرياحي و »حبوني وتدللت » لصالح الخميسي و »ياحبيبي تعال الحقني » لأسمهان وكذلك الأغنية الصوفية « الليل زاهي »، وقد أدت آمنة الجزيري هذه الأغاني بإحساس مرهف وصاحبتها مقاطع موسيقية مبتكرة شبيهة إلى حدّ ما بموسيقى الجاز، وتصوّر الأحداث التي عاشتها الشخصية من التلذذ بالحب والعشق وصولا إلى الفراق نتيجة موت المعشوق.
يدعو المخرج من خلال « الحب زمن الحرب » البشرية إلى التحابب للهروب من مآسي الحروب والحدّ من آثارها ومخلفاتها النفسية على الإنسان. وهذه الدعوة ليست محلية فحسب تهمّ التونسيين الذين فرّقتهم السياسة بعد الثورة، وليست إقليمية أيضا تهمّ الوطن العربي الذي مزّقت الحرب بعض دوله كفلسطين والعراق واليمن وسوريا وليبيا، بل هي رسالة كونية موجهة إلى الإنسانية جمعاء، إذ ما الجمع بين آلات موسيقية عربية وغربية إلا للدلالة على أن رسالة الحب والسلام شاملة وليست ضمن نطاق محدود.
وضمّن الفاضل الجزيري في هذا العمل قضايا متعلّقة بالفنان المهمّش الذي لا يحظى باهتمام الدولة ويعيش أوضاعا صعبة، رغم دوره في نشر القيم النبيلة وفي التوعية والترفيه.
ينتصر العمل للحب رغم النهاية التراجيدية للعرض ومقتل المعشوق في الحرب، فجعل من زينة تعود للغناء وللفن والجمال.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو