البث الحي

الاخبار : موسيقى

33692_1_1

العرض الموسيقي  »ملحمة عطش » يجسد نمط عيش البدو

 ملحمة عطش  عرض موسيقي شعرى وكوريغرافي ملحمي مستوحى من ثقافة البدو ونمط عيشهم القائم أساسا على الترحال في الصحراء بحثا عن الماء والكلا حكايات البدو الرحل وأساطيرهم التي خلدتها الصحراء بهدوئها وغضبها ونقاوتها وعتمتها وتحدى قساوة العيش فيها  كانت مصدر الهام للشاعر الشعبي صحبي شعير أصيل مدينة قابس الذى خط نمط عيش البدو الرحل متنقلين بابلهم في عمق الصحراء التونسية بحثا عن الماء  في مجموعة شعرية أطلق عليها  ملحمة عطش  وأدتها الفنانة ناجحة جمال في عرض أول قدم مساء الثلاثاء بقاعة المونديال بالعاصمة ودام العرض أكثر من 90 دقيقة وشارك فيه أكثر من 20 عنصرا بين راقصين وعازفين على الات الكمنجة والاورغ والدف والدربوكة والقيتارة والقيتار باص  تعلوها الحان الناى الحزينة للعازف الشاب حسين بن ميلود وهي الالة الرئيسية التي صاحبت رعاة الابل في التنقل بالقطيع من مرعى الى اخر وجمع العرض بين فنون الموسيقى والمسرح والرقص وحاز على عناصر الفرجة المتمثلة في احكام توظيف تقنيات الانارة والسينوغرافيا  لتشكل بذلك عرضا فرجويا متكاملا شكلا ومضمونا  أداء وتعبيرا  صوتا وصورة  ويرسم للمتلقي صورة ذهنية عن الحياة البدوية الصحراوية بمختلف مكوناتها الطبيعية ورافق الجمهور المجموعة الموثثة للعرض في رحلة الى أعماق الصحراء الجميلة رغم قساوتها  حيث شكلت تقاليد العيش في هذه البيئة احدى عناصر الاصالة والانتماء الى ربوع هذا الوطن  فتجسدت قيمة الحياة رغم صعوبة المناخ وتجلت بقوة معاني الحب السامية والطاهرة  وذلك من خلال القراءات الشعرية التي تخللت المقاطع الغنائية  وهي أشعار لم تخل صورها من ابراز محاسن المرأة  كما لم تخل أيضا من ابراز قيمتها في الحياة الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في الصناعات الحرفية وغيرها وتضمن العرض أكثر من 10 أغاني من ضمنها  يا مجروحة مني    راحلة    غاب    هزو على الابل    يا راكبين الخيل   وهي أشعار أعادت الى الاذهان صور النجع والمراحيل وغزل الصوف  وأحيت جانبا من التراث اللامادى الذى تزخر به تونس  وفق ما ذكرته الفنانة ناجحة جمال ل   وات   مضيفة أن هذه الاغاني التي كتبها حديثا الشاعر الشعبي الصحبي شعير ولحنها الموسيقار نبيل شعير على ايقاعات الاغاني البدوية الصحراوية  هي امتداد للتجذر والاصالة وترسيخ للهوية التونسية وانبنى عرض  ملحمة عطش  أساسا على الحوار الغنائي الشعرى  ليعبر عن جانب من معاناة البدويين في الصحراء وصراعهم المتواصل مع هذه البيئة القاسية لاجل البقاء  الا أن هذه المعاناة والقسوة لم تخل من الطابع الاحتفالي الفني والجمالي  وهي أشكال من هذا النضال لسيرورة الحياة وتواصلها وتعتبر الفنانة ناجحة جمال في حديثها عن هذا العمل أنه  محاكاة للواقع الحالي الذى تمر به تونس في مجابهتها  للإرهاب  وهو أيضا  ترسيخ لمبدأ الحوار في ادارة الازمات ودعوة الى التشبث بقيمة الحياة لمجابهة الافكار المتطرفة وثقافة الموت وجدير بالذكر أن هذا العرض استهل بالقاء قصيدة  نحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد  تكريما للشاعر الراحل الصغير أولاد أحمد الذى فقدته الساحة الثقافية التونسية ظهر أمس الثلاثاء  بعد صراع طويل مع المرض.

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو