البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

الصغير أولاد أحمد يكتب :  » لوثة في الضمير… ترجمات السفير »

«  لوثة في الضمير… ترجمات السفير » ، قصيدة جديدة للشاعر الصغير أولاد أحمد : 

ألْفَ عامٍ بلا حركَة
وخَرابٌ كثيرٌ… كثيرْ
لا أملْ
لا عملْ
منْ بعيدٍ، تُحاصرُنا لوثةٌ في الضميرْ
منْ قريبٍ، تُسيّرُنا ترجَماتُ السفيرْ

2

- « لمْ يعُدْ مُمْكنًا…
بَعْدَ عصْرِ النُبوءةِ والوحْيِ
مِنْ دافِعٍ للحياةْ»:
هكذا قالَ شيْخٌ لأتْباعهِ
صائحًا:
- «بغْلَتي…بغْلتي والسّيوفْ
أيُّ عيْشِ هنا دونَ غزْوٍ وسَبْيٍ وحُورْ»؟
3
ليس قُرْبَ الفجيعةِ إلاّكِ … سيّدتي
يا بلادَ « المشيئةِ وَاللهُ أعْلمُ «
نامي على حافةِ الكهفِ قُرْبَ النُّعاسِ
ولا تفْزعي
تحتَكِ الآنَ قبْرُ النّجاةْ
تحتَكِ الآنَ…قاعُ الغديرْ

4

راقدٌ في فراشي
بلا قِبلَةٍ للصلاةِ
بلا أملٍ في الحياةِ
بلا أملٍ في المماتِ
أُقلِّبُ هذا الأذَى، راجِفًا، في عذابِ السريرْ

5

ما أُسَرُّ بهِ، دائمًا،
رغمَ حزني المُثنّى، هنا
أنَّ يومًا سيأتي
وتفهم هذي الهيُولى…
/ القطيعُ /
/ الجُموعُ /
…معاني الحياةْ
فيا أيّها الناسُ:
ليسَ المصيرُ غدًا
أو كأمْسٍ مضَى…
انّهُ « الآنَ»: هذا المصيرْ

6

في المقابرِ…لا يتْركُ المرْءُ « كافْكا «
ولاَ يبْرَحُ المتنبّي
ولكنّهُ يسرقُ الوقتَ كيْ يُصْلِحَ الغيْبَ في طبعاتِ السماءِ الأخيرةِ…
يُصْلِحُ ما نسيَ الصائمونَ
وما دلّسَ الأوّلونَ
وما لبَّسَ اللّاحقونَ
وما بدّلَ الحاكمونْ

- « كنتُ غِرًّا «: يقولْ

كيفَ صدّقْتُ، في بطنِ أمّيَ، ما لا يُصدَّقُ بالعيْنِ والعقْلِ والعِلمِ؟
1- حوّاءُ، تفّاحةٌ، ربّما قُبْلةٌ خلفَ غصنٍ طَرِيْ…
لذاكَ… نَزَلْنا جميعًا إلى الأرض؟
2 – اللهُ – مثلي ومثلكَ – يكتبُ بالعربيةِ؟
3 – غارٌ فوحيٌ فصارَ نبيًّا
وصارَ بلا طائراتٍ يطيرُ !؟
4 – وموسى…يجفُّ لهُ البحرُ والنهرُ ُ…حيثُ تمشّى؟
5 – وعيسى:»ابنُ رَبّي»؟
6 – وإبليس…يحْكمُ نصفَ السماءْ ؟

كيفَ صدّقْتُ ما لا يُصَدّقُ…
والنّارُ بيْتُ المُفكِّرِ
والشِّعْرُ جُرْمٌ خطيرْ ؟

7

بعدَ «قيلَ» و»قالوا»
و»عنْ: ثمَّ «عنْهُ»…
و»صلّى عليهِ»
انتهى كلُّ قولٍ :
فلا حاضرًا
لا مُضارعَ
لا شمسَ تبْزغُ منْ بعْدِ شمسٍ
ولا حرْفَ يُكْتبُ منْ بعْدِ حرْفٍ
ولا شكَّ في أيِّ شيءٍ
ولا فلسفاتٍ…تحاولُ معنًى لهذا الوجودِ المُثيرْ

8

لا تُسَلّمْ بلادَكَ لِلطّارئينَ على عصْرِها
أصْلُهمْ مِنْ هناكَ
ولنْ تهْدأَ الحربُ ضدّي وضدّكَ
ما لمْ يعودوا إلى حيثُ كانوا:
تفاسيرَ ماتتْ كما وقتُها
أو قبورًا مُبَدّدَةٌ بينَ باقي القبورْ

9

منْ وراءِ البحارِ، يُدارُ نهاري وليْلُكَ، بالسَّنْتِ، يا صاحبي:
المؤونةُ،
الجوُّ والبحرُ،
النّاتُ،
كيفَ تكونُ رئيسًا ،
علاقاتُكَ الدّوليةُ،
كمْ دُنُمًا ليْسَ لكْ…
في الترابِ الذي هوَ لَكْ؟،
«متى تُعْلِنُ الحربَ حتى نكونَ هناكَ معكْ»…
- «جاهزونَ»:(يقولُ السفيرُ)
نبيعُ سلاحًا
ونغْنمُ مالاً
ونخْزنُ نفطًا وفيرْ»؟

10

كم حياةً سنحيا لنعرفَ معنَى ومبْنَى الحياةْ؟
كمْ رئيسًا، عدا اثنيْنِ، يكفي لنبلغَ سبعينَ عامًا…فحسبْ؟
كم خِمارًا ليحْمي الرجالُ العذارَى ذُكورَتَهم مِنْ وجودِ النساءْ؟
كمْ ملاكًا، نبيًّا، مُناديا، وليًّا، سفيرًا منَ الأرضِ أو- مثل جسرٍ- يُجاورُنا في السماءْ؟
كم قصيدًا جديدا، وشطْبا، وحمّى…
ليُعْجَبَ طاغورُ في كوخهِ، بالقصيدْ؟
………………………………….
كمْ مريرًا تحمُّلِنا للأمرِّ مناوبةً في المريرْ

11

ألفَ عامٍ بلا حركةْ
وخرابٌ كثيرْ…كثيرْ
لا أملْ
لا عملْ
ألْفُ عامٍ بلا بَرَكةْ
فائضٌ في الكسلْ
منْ بعيدٍ، بعيدٍ، تُحاصرُنا لوْثةٌ في الضميرْ
منْ قريبٍ، قريبٍ، تُسيُّرُنا ترْجَماتُ السفيرْ

أولاد أحمد _ تونس- رادس الغابة ، جانفي  – 2016( عن القدس العربي)

 

 

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو