نظمت الرابطة التونسية للأدباء والمفكرين يوم الجمعة فى رحاب قاعة الطاهرالحداد بدار الكتب الوطنية بالعاصمة ندوة علمية حول سؤال الثقافة فى الثورة التونسية التى تتواصل
فعالياتها على امتداد يومين.
وبين رئيس الرابطة محمد بوهلال أن ما ميز حركية المجتمع التونسى بعد الثورة هو انفتاح الباب على مصراعيه للتونسيين بجميع أطيافهم على الممارسة السياسية بصيغها المختلفة العفوية والمنظمة وعلى التحركات الاجتماعية المطالبة بحقوق الافراد والجهات والجماعات المهنية وهى مسائل انشغلت بها الدولة والأحزاب ومنظمات الطلبة ووسائل الاعلام.
ومن جهته قدم الباحث المنصف وناس تعريفا للثورة باعتبارها لحظة فارقة واستثنائية فى تاريخ الشعوب والمجتمعات وللمثقف الذى وصفه ب الكائن الاستثنائى القادر على التفكير فى الظواهر وتحليلها وتوفير رأس مال الافكار والقراءات مع حرصه على الاستقلالية والموضوعية ازاء ما يحصل ليطرح اشكالية العلاقة التى يمكن أن تنبنى بين المثقف والثورة.
وأوضح فى هذا الصدد أن الثورات والانتفاضات لا تصنع المثقفين والمفكرين ولكنها توفر لهم أرضية خصبة للكتابة ولتقديم القراءات التحليلية النقدية أو الفهم العميق بحسب ماكس فيبر.
ويضطلع المثقف بصفته ملزم بالضمير الثقافى بوظائف تتمثل فى قوة الاقتراح الفكرى وقوة التجريح والتعديل أى التنبيه الى المخاطر والمعارضة التى تتمثل فى الدفاع عن أفكار معينة الى جانب وظيفتى الرصد والاستشراف بحسب وناس.
يذكر أن الندوة العلمية حول سؤال الثقافة فى الثورة التونسية شكلت النشاط الوطنى الاول للرابطة التى تأسست منذ حوالى سنة.
