البث الحي

الاخبار : أدب و إصدارات

livre7-culture

الدكتور عبد الجبار الرفاعي يطرح مساءلة للمسلمات الموروثة في اصداره الهرمنيوطيقا والتفسير الديني للعالم »

صدرت عن دار التنوير للطباعة والنشر، الطبعة الأولى لكتاب « موسوعة فلسفة الدين 4- الهرمنيوطيقا والتفسير الديني للعالم » للدكتور عبد الجبار الرفاعي. وهو مؤلّف يضمّ 512 صفحة، وفيه يعدّد الكاتب مجموعة من المناهج الجديدة لقراءة النص الديني وتطور دلالاته عبر الزمن، ومواءمة النص المقدس مع روح العصر.

ويوضح المؤلّف في مستهلّ كتابه دوافع اللجوء إلى « الهرمنيوطيقا » لتفسير النص الديني، معدّدا أهميّة هذا المنهج في تفسير عديد المسائل المتعلّقة بالعلوم الإنسانية والأدبية والفنية. كما يفسر الرفاعي في مقدّمة الكتاب السياق التاريخي لظهور مصطلح « الهرمنيوطيقا » ليقيم الدليل على أن « الهرمنيوطيقا » والتأويل هما مفهومان متضادّان لا متماثلان.

ويقدّم الدكتور عبد الجبار الرفاعي في هذا الكتاب، الشيخ المصري أمين الخولي كأوّل من استمدّ تفسير النص الديني انطلاقا من المنهج الهرمنيوطيقي، ولذلك فهو يصفه بـ « رائد الدرس الهرمنيوطيقي بالعربية » لما اعتبره « توسّع الخولي في تطبيق فكرة التطور على علم الكلام والفقه واللغة »، وعمّمها لتشمل أبعاد الوجود البشري المعنوية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية كافة.

وضمّن الرفاعي في هذا الكتاب مقتطفات لمجموعة من الفلاسفة والباحثين العرب والغربيين الذي اهتموا بـ « الهرمنيوطيقا » لا في التفسير الديني للعالم فحسب، وإنما في تفسير العالم استنادا إلى مجموعة من الظاهر والمفاهيم. واستند إليهم الكاتب في تفسير النص الديني انطلاقا من الهرمنيوطيقا.

ويقدّم الكتاب نظرة الألماني « رودولف بولتمان » لـ « الهرمنيوطيقا » بوصفها فن لفهم تعبيرات الحياة بطريقة موضوعية ومشروعية من خلال الحواس. كما يطالع قرّاء هذا الكتاب تطوّر « الهرمنيوطيقا » اللاهوتية من البدايات إلى عصر التنوير استنادا إلى مقاربة الباحث الألماني « ويرنر ج. جينروند » وترجمة زهراء طاهر.

ويتضمّن الكتاب قراءة هرمنيوطيقية للنص الصوفي بإمضاء أستاذ التصوف الإسلامي في المعهد البابوي للدراسات العربية والإسلامية في روما « جوزيبي سكاتولين ». ويقرأ متصفحو الكتاب لأستاذ الفلسفة بكلية الآداب في الجامعة اللبنانية الدكتور وجيه قانصو مقتطفا بعنوان « النص الديني ورهانات المعنى السياسي.
وتحت عنوان « عن القرآن وفعل القراءة وإنتاج الدلالة »، استعان الدكتور عبد الجبار الرفاعي بدراسات أستاذ الفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة الدكتور علي مبروك، ليبيّن تصاعد وتيرة استعمال الدين في السياسة وفي المجال العام في ظل ما يعرف بالربيع العربي.

ومن الباحثين الذين استند إليهم الرفاعي في إثراء كتابه، الدكتور حسن ناظم وأستاذ السيميائيات والهرمنيوطيقا بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس المغربية الدكتور عبد الله بريمي إلى جانب الدكاترة محمد المزوغي ومصطفى الغرافي وأحمد الفرحان والعياشي أدراوي وفؤاد مخوخ ومحمد حسين الرفاعي وإيمان المخنيني وفتحي المسكيني ومحمد مجتهد شبستري وطيب تيزيني.

يسائل عبد الجبّار الرفاعي في كتاب « موسوعة فلسفة الدين 4- الهرمنيوطيقا والتفسير الديني للعالم » ما يسمّيها بـ « المسلمات الموروثة الراسخة، في علم الكلام القديم، وأصول الفقه، وعلوم القرآن والتفسير، وغيرها، وكل تلك الأسس والمرتكزات الراقدة فى الطبقة التحتية لبنية المعارف الإسلامية، والمولدة للتفكير الدينى فى الإسلام اليوم، عبر اشتغالها على توجيه دلالات النصوص »، ليبرز أنه لم يعد هناك فهم بشري مطلق للنص يخترق التاريخ ويتعالى عن أحوال الإنسان ويستقلّ عن طبائع العمران ولا ترتسم فيه ألوان الزمان والمكان.

تجدر الإشارة إلى أن « الهرمنيوطيقا » هي مصطلح يوناني يعني التوضيح والتفسير. وقد أطلقت الفلسفات القديمة مصطلح « الهرمنيوطيقا » على الدراسات اللاهوتية التي تعنى بتأويل النصوص الدينية بطريقة خيالية و رمزية، ابتعادا عن المعنى الحرفي المباشر، وتحاول البحث عن المعاني الحقيقية والتعمق في النص المقدس.

وقد تطور مفهوم « الهرمنيوطيقا » في العصر الحديث فانتقل من البحث في الالوهيات إلى مجالات أكثر، لتشمل العلوم الإنسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع والنقد الأدبي وغيرها.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو