البث الحي

الاخبار : الاخبار

18

التياترو : مسرحية « الوجيعة »صرخة سجين احترق بمصابه

حين يتحول السجين الى مبدع ومن رحم الماساة والوجع اليومي يولد الفن وبين عتمة القضبان يصدح صوت « الوجيعة »، مسرحية ابطالها السجناء انفسهم، تحرك بدواخلهم ذلك الفنان المنزوي ، فاطلقوا العنان للإبداع على أشلاء واقع مثقل بهموم تلاشت على قارعة السجون وأصبحت معها الحياة حلما منكسرا عصي المنال
بطل المسرحية ، يبلغ من العمر 35 سنة وهو نزيل بسجن برج الرومي ، حكم عليه بالسجن المؤبد، رافقه في رحلة الساعة من العرض على خشبة مسرح « التياترو  » ببادرة من الإدارة العامة للسجون والإصلاح ،نزلاء بالسجن نفسه تراوحت أعمارهم بين 25 و29سنة وجمعتهم لحظة الفعل المسرحي
وقائع المسرحية عكست تجسيما ركحيا لفلك اجتماعي تجسد عبر سجناء اختلفت جرائمهم وجمعتهم القضبان، فانطلقوا من التفاصيل الصغيرة ومارسوا حق اللجوء الفني واستحضروا وجع الحياة والواقع والوهم عبر صورة مسرحية انبنت على تقنيات سردية ورؤية جمالية ايحائية عكست اللوعة والندم ومرارة الفرقة والبعاد
تقاطعت الشخوص في هذه المسرحية - »الوجيعة »- لتؤسس لحالة تعويضية عاشها السجناء وتقلبوا معها بين طلب الصفح وبين شقاء الواقع والإصرار ومنازلة المصاب وبين الصمت والتسليم ليذبح طيب الحياة على عتبات السجونُّ
كما استعاذت الشخوص طوال العرض عن خطاب الكلمة لتتوسل بالجسد ناصية للمحاكاة والتعبير والبحث عن حياة مفقودة منشودة جسدتها دراما المراوحة بين نحيب شعرية غنائية للفن الشعبي تروي مرارة الفرقة والمآل وعزف سمفوني اوبيرالي خافت يتوارى ويعود ليعلن استحالة الانفراج
« وجيعة »، مسرحية انفتحت على الوجع لتقفل عليه، وجع السجن والم الفراق وحرقة اللقاء بين السجناء وعائلاتهم الذين واكبوا العرض لينخرط الجميع في بكاء اشبه بالنحيب اخترق صمت السجون ونسي فعل الاجرام في لحظة انسانية جمعت بين السجين وام السجين والطفلة التي تذرف الدمع مدرارا وهي تعانق اباها شوقا والمتفرج والسجان والمخرج والقاضي والفنان …
مخرج المسرحية، الأستاذ المسرحي محمد الأمين المزوغي ذكر في تصريح ل/وات/ ان مسرحية « الوجيعة » تسعى الى تجذير الفعل الثقافي داخل السجون بما يعزز دور الفن في تقويم الانحراف الاجتماعي وتكريس السلوك المواطني لدى السجناء
وأضاف ان الفسحة الفنية من شانها التاثير إيجابا على سلوك السجين بما تخلقه من ردهات يغوص في فلكها السجين فتهذب من ذوقه وتطوع ملكاته وتنحت لديه مفهوم التعايش السلمي مع بقية السجناء عبر نشر ثقافة المسرح.

وات

بقية الأخبار

الميثاق-التحريري

مشروع إصلاح الإذاعة التونسية

مدونة-سلوك

الميثاق

تابعونا على الفيسبوك

فيديو