تم اليوم الأربعاء 19 أفريل خلال جلسة عمل موسعة بإشراف وزير الشؤون الخارجية، خميس الجهيناوي ونظيره الفنلندي، تيمو سواني، وبحضور وفدي البلدين، التوقيع على مذكرة تفاهم تخص الشراكة بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، بين المعهد العالي للإعلامية والملتميديا بصفاقس والقطب التكنولوجي ومجموعة « الوكيل »، من الجانب التونسي والمجمع العلمي بتوركو وجامعة العلوم بتوركو والمبادرة الأورومتوسطية للتنمية (منظمة غير حكومية)، من الجانب الفنلندي.

كما تناولت الجلسة عدة مقترحات تهم التعاون الإقتصادي والتجاري والشراكة والإستثمار والتعليم والبحث العلمي والبيئة والسياحة والتعاون المالي، واتفق الطرفان في هذا الإطار على استكمال الأعمال التحضيرية لبعث مركز تكوين نموذجي تونسي فنلندي ذي بُعد إقليمي.

وقد أكد وزير الشؤون الخارجية بالمناسبة على « أهمية تعزيز علاقات الصداقة والتعاون العريقة التونسية الفنلندية ودعم أطرها القانونية ودعم سنة التشاور والتنسيق بين البلدين بما يمكن من الارتقاء بالتعاون الثنائي إلى مستوى تطلعات الشعبين الصديقين ».

وأعرب الجهيناوي، وفق بلاغ لوزارة الخارجية، عن » تطلع تونس إلى دعم فنلندي على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، لتجربتها الديمقراطية الناشئة وللجهود التي تبذلها لمواجهة التحديات الإقتصادية والتنموية والأمنية »، مشددا على ضرورة « الإرتقاء بمستوى الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي بما يتلاءم وتطلعات التونسيين في التنمية والشغل ».

وحث في هذا السياق فنلندا على « مراجعة تحذير السفر إلى تونس، لدعم بوادر الانتعاشة التي يمر بها القطاع السياحي »، لافتا إلى أن « تونس أصبحت بفضل التعاون الأمني المكثف مع شركائها وأصدقائها، على نفس درجة الأمام مقارنة بالعواصم الأوروبية ».

من جهته عبّر الوزير الفنلندي عن « إعجابه بالمكاسب التي حققتها تونس في مجال الإنتقال الديمقراطي، من خلال تكريس الحريات العامة والفردية وما تتمتع به من استقرار سياسي واجتماعي »، منوها ب »ريادة المرأة التونسية وبحركية المجتمع المدني ».

واتفق وزيرا الخارجية على تحديد موعد للدورة الثالثة للمشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين وعلى تحيين الإطار القانوني المنظم العلاقات بين البلدين وإثرائه.

وأوضح الجهيناوي في لقاء صحفي مشترك مع نظيره الفنلندي، أن « هذه المذكرة تندرج في إطار برنامج شراكة بين القطاعين العمومي والخاص، يوضح التوجهات المستقبلية للإقتصاد التونسي ويساهم في النهوض بالبحث العلمي، مع إعطاء الأولوية لبعث المشاريع التي توفر مواطن شغل.

وأفاد الوزير بأنه تطرق أيضا خلال اللقاء مع نظيره الفنلندي، إلى مسائل ذات صبغة سياسية والوضع في المنطقة وبصفة خاصة الأزمة الليبية، ودعا ضيفه إلى دراسة مشتركة للسبل الكفيلة بدفع مسار المعالجة السياسية السلمية لهذه الأزمة.

ومن جهته، قال تيمو سواني « إن تونس التي انطلقت بعد في تحقيق مسار انتقالها الديمقراطي، توجد اليوم في الصفوف الأمامية في الحرب ضد الإرهاب ويمكنها أن تعتمد على دعم فنلندا وأوروبا بصفة عامة.
وكان موضوع الهجرة غير الشرعية ضمن المواضيع المطروحة خلال هذا اللقاء. وفي هذا الصدد أكد الضيف الفنلندي الذي يؤدي زيارة إلى تونس من 18 إلى 20 أفريل الجاري، دعمه بلورة ميثاق بين مختلف الدول المعنية بهذه المسألة.

وات