يطرح كتاب اصلاح المنظومة التربوية بتونس، منوالا علميا للاصلاح التربوي المتعطل منذ سنوات في تونس، وفق ما أفاد به مؤلفه الباحث في علوم التربية محمد بن فاطمة خلال ندوة انتظمت يوم الجمعة 3 ديسمبر بمقر المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات لتوقيع الكتاب.

ويتمحور الكتاب الصادر، منذ العام الفارط، والذي جاء في أكثر من مائتي صفحة، في جزئه الأول حول تشخيص المنظومة التربوية التي تهاوت وتراجع أداؤوها نتيجة أربع محاولات اصلاحية شهدتها تونس سنوات 1958 ثم 1991 و 2002 و2015 وباءت جميعها بالفشل.

و يقترح الكتاب في جزئه الثاني، اطلاق اصلاح شامل في التربية بالتركيز على التخصص في علوم التربية لا من خلال الدعوة الى اصلاح مسقط يرتهن الى منهج انشائي بلا أية معايير علمية، مستندا، الى ضرورة تغيير المنهجية مع التعويل على هندسة البرامج والنظم التربوية »، في مقاربة تنحو الى ضبط البرامج البيداغوجية والمكتسبات العلمية…

ويؤكد، ضرورة استخدام الوسائل التكنولوجية لتكون المحصلة تطوير آليات اشتغال المؤسسات التربوية، وهو رأي يتبناه المؤلف، بل، يستميت في الدفاع عنه، حدّ اعتبار،أن محاولات الاصلاح التربوي السابقة لم تواكب مطلقا التقدم التقني بل ظلت تسير على نقيضه، حسب ما بينه خلال تصريح أدلى به لوكالة تونس افريقيا للأنباء .

ويؤكد المؤلف، على أن الاصلاح التربوي مسار لا بد منه وهو قلب رحا الاصلاح الشامل لأوضاع البلاد، لافتا، الى أن التعليم والتربية والعلوم تعدّ مقومات الصحوة الحضارية لأي مجتمع وهي سبيل التقدم والنماء.

والكتاب الجديد هو الواحد والعشرون في ترتيب الاصدارات لمحمد بن فاطمة، وهو بحسب كاتبه، حصيلة لجهد بحثي اراد من خلاله تجديد الدعوة الى أصحاب القرار بالشروع في الاصلاح التربوي كونه مسألة فوق كل المتغيرات السياسية.

والجدير بالذكر، أن بن فاطمة، يرأس الجمعية الوطنية للائتلاف المدني لاصلاح المنظومة التربوية، التي نشأت منذ سنة 2015 وشاركت في عدة ملتقيات ومنتديات لاصلاح قطاع التربية في تونس.