لم يقتصر اهتمام العرب قديما على الجانبين الموسيقي والغنائي فحسب وفق الباحث انس غراب بل اهتموا أيضا بهذا الفن في مؤلفاتهم ومخطوطاتهم من جوانب عديدة علمية و تنظيرية خاصة منذ بداية القرن التاسع للميلاد هذه المخطوطات والنصوص العربية التي اهتمت بفن الموسيقى تناولها الاستاذ والباحث أنس غراب في محورين رئيسيين هما محتوى النصوص والموضوعات التي اهتمت بالموسيقى من القرن التاسع ميلادى الى القرن 19 و تطور فهرسة المخطوطات العربية المتعلقة بهذا الفن في القرنين 19 و20 وذلك خلال لقاء انتظم بعد ظهر اليوم الاربعاء بدار الكتب الوطنية بالعاصمة ولاحظ الاستاذ أنس غراب في الجزء الاول من محاضرته أن المؤلفات العربية القديمة تناولت فن الموسيقى من جانبه العلمي الصارم والتنظير الدقيق له وكذلك في جوانبه السردية الروائية للحكايات والقصص والروايات وبين أنه تبعا لهذه المؤلفات القديمة ظهرت نظريات في فن الموسيقى من منطلقات عديدة فلسفية وأدبية وتاريخية وطبية ودينية وفقهية واعتبر أن النظريات الطبية مثلا تثني على وظائف الموسيقى كأداة للعلاج النفسي أما النظريات الدينية فيتبناها الفكر الصوفي وتتجلى من خلال الاناشيد الدينية الصوفية ورأى أن هذا التنوع الكبير في أغراض المؤلفات وتعددها دون احتساب المفقود منها أظهر الحاجة الملحة الى وضع الفهارس لحصر ماهو موجود من المخطوطات والتعريف بمضامينها ومؤلفيها واعتبر أن تطور فهرسة المخطوطات العربية المتعلقة بالموسيقى ظهرت مطلع القرن 19 مع بداية استعمال آلات الطباعة في الوطن العربي وتطورت في القرن العشرين مؤكدا على أهمية مواصلة العمل على فهرسة بقية المخطوطات التي يناهز عددها 700 مخطوطة ورقمنتها وكنموذج لرقمنة فهرسة المخطوطات العربية للموسيقى قدم الباحث مشروعا لموقع الكتروني يحمل عنوان المصادر العربية للموسيقى ويتضمن جمعا للفهارس الورقية التي تمت رقمنتها داعيا في هذا الصدد الى العمل على رقمنة جميع المخطوطات لتوفيرها للعموم قصد الاطلاع عليها وتطرق المتدخلون في ختام اللقاء الى الجدل القائم بين المفكرين والفقهاء العرب في الفترة الممتدة ما بين القرنين التاسع والتاسع عشر بين محرم للموسيقى ومحلل لها واعتبروا أن العامل الديني ربما كان وراء ظهور مخطوطات تنظر للموسيقى تحت اسماء مجهولة وأنس غراب هو حاليا أستاذ مساعد بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة وباحث مختص في تاريخ الموسيقى العربية تولى سابقا الاشراف على ادارة مركز الموسيقى العربية والمتوسطية النجمة الزهراء بسيدى بوسعيد.